#مقالة النسيان للأستاذ صوالحي إسلام 2023 هل النسيان ظاهرة سلبية تؤثر على التذكر ؟. هل النسيان سلبي أم إيجابي ؟ طرح المشكلة : يُقال إن الإنسان لم يسمى باسمه إلا لكثرت النسيان ، ولما كان لزاما علينا أن نراعي في الذات الإنسانية بعدين أساسيين أولهما ذاتي فردي والثاني اجتماعي . كون الإنسان ميال إلى المجتمع ، فهو بذلك يتأثر ويؤثر يستخدم الماضي ويستفيد منه ، كما انه يعيش الحاضر ويدركه . وعليه يمكننا أن نتساءل. هل النسيان يؤثرعلى الذاكرة؟. وما طبيعة هذا التأثر؟. وهل دائما نعتبر النسيان مناقض للذاكرة كونه يحمل أثارا سلبية ؟. بعبارة أدق هل النسيان ظاهرة سلبية تؤثر على التذكر؟. محاولة حل المشكلة : الأطروحة الأولى: يرى أنصار الأطروحة أن النسيان ظاهرة مرضية تحمل جانبا سلبيا ذلك لان النسيان يعمد إلى تشتيت الذكريات ، ويؤدي إلى زوال بعضها ، مما يعمل على انفصال مجموعة من الذكريات ولقد أشار جميل صليبا في كتابه "علم النفس" أن النسيان يُولد في غالب الأحيان خللا في توازن الشخصية . حيث يؤدي بالمتر شح إلى الوقوف موقفا سلبيا أمام الموضوع أو السؤال الذي يريد الإجابة عليه ، كما قد تنشا عن النسيان إشكالات تتعلق بطبيعة العلاقات الاجتماعية مثل : نسيان اسم الشخص الذي نتعامل معه ، وهناك من ارجع ظاهرة النسيان إلى ارتباطها بالعامل الزمني يقول الفيلسوف بيرون في هذا الصدد :" كلما تقدمت الذكريات في الزمن كان ذلك ادعى إلى نسيانها "، بالإضافة إلى مرض الأفازيا حيث يفقد الإنسان القدرة على حفظ المعلومات ، وفيه تزول الروابط العصبية وهذا كله مناقض لمفهوم الذكريات وبالتالي يعد ظاهرة سلبية . النقد" المناقشة : " لكن يمكننا أن نلاحظ أن النسيان وان بدا من الناحية الواقعية نعمة خاصة إذا تعلق الأمر بالحالات المؤلمة والمحزنة . إلا انه نقمة خاصة إذا تعلق الامر بفقدان الذكريات كما قال "ريبو" حينما ارجع فقدان الذكريات إلى الإصابات الدماغية إذ في الكثير من الحالات يكون النسيان يحمل دلالة العجز ولا يمكن تجاهله خاصة إذا كان مستديما ومتكررا ، فهو يصبح تعبيرا عن اضطرابات على عدة مستويات ، منها الجسمي ، والذهني والاجتماعي . القضية الثانية " نقيض الأطروحة" يرى أنصار هذه الأطروحة بان النسيان ما هو إلا ظاهرة عادية ، فالذاكرة لا تستطيع أن تعيد إلينا الماضي برمته ، لان الإنسان يستطيع فقط أن ينتقي ما هو ضروري من الواقع ، حيث يوافق متطلبات هذا الواقع وهو ما عبر عنه براغسون في قوله :"إن النسيان حالة طبيعية يعيشها الفرد لان الإنسان لا يلتفت إلى الماضي إلا لحاجته في إحداث التوافق مع بيئته". كما ارجع عالم النفس النمساوي سيغموند فرويد النسيان إلى الظاهرة التالية حيث فسره بما يلي : أن النسيان حالة عادية فهو يرتبط باللاشعور وما يجسد هذا المقولة التالية :"أننا لا ننسى إلا ما نرغب في نسيانه لا شعوريا "، وبهذا الشكل يرتبط النسيان بالصراع الدائم والمستمر بين متطلبات " ألهو وأوامر " الأنا الأعلى" ولعل هذا ما يجعله وسيلة للتخلص من الصراع النفسي وما يحمله من آلام فالنسيان له وظيفة ايجابية ، واصدق تعبيرا عن ذلك ما تحدث عنه علماء النفس . حيث تظهر بعض الحالات التي تُحدث هذه العوامل مثل :عامل الترك والضمور . فاختفاء الذكريات يكون نتيجة عدم استعمالها نظرا لعدم احتياجنا إليها ، وهنا تحدث بعض علماء التربية عن أهمية تلك العملية حيث النسيان يفتح المجال واسعا للإنسان ليتعلم أفكار جديدة ولولا ذلك لما وجد الإنسان مكانا في الذاكرة لتخزين ما تعلمه من خبرات ، وما نخُلص إليه أن النسيان قد يعدو فعلا ايجابيا ونعمة تظهر قيمتها في بعض مواقف الحزوالآلام