الزجاج المعشق من الفنون الحرفية القديمة الذي تظهر روائعه في العديد من المباني والقصور، وعادة ما يعرف الزجاج المعشق أو الفيتراي بأنه قطع زجاج عادية أو ملون يتصل بعضها ببعض بواسطة خيوط من الرصاص لتؤلف مجتمعة نافذة أو شكلا معيناً يبرز جماله ما أن تتساقط عليه أشعة الشمس الذهبية، فن الزجاج المعشق قائم على عملية صب الألوان الممزوجة بالمواد الكيميائية على سطح الزجاج أو المرايا لتكوين طبقة من الزجاج الملون سمكها لا يزيد على ملليمترين، وتتم هذه العملية وفق معادلة كيميائية معينة، وفي وسط حراري عال نسبياً. ولمزيد من المعلومات حول فن الزجاج المعشق الذي زين به الكثير من واجهات العديد من المنازل والقصور التقت “الاتحاد” المتخصص في فن الزجاج المعشق غسان قسطلي الذي يقول “تعتبر صناعة الزجاج من الحرف العريقة التي ورثتها الأجيال جيلاً بعد جيل”. مهارات فنية صناعة الزجاج المعشق من الحرف التي تستمد مادتها من البيئة، وفق قسطلي الذي يبين أنها تعتمد على الزجاج كمادة خام، الذي يجب أن يتمتع بمهارات فنية عالية كالمثابرة أمام أفران تعمل في درجات مرتفعة من الحرارة، ويعود هذا الفن إلى الواجهة في عالم الهندسة والديكور في الوقت الحالي هو فن قديم جداً حيث تعود بداياته إلى القرون الوسطى في أوروبا حيث كان يعمد الفقراء آنذاك إلى جمع بقايا الزجاج من نفايات الأغنياء ويقومون بلصقها وتجميعها الواحدة جنب الأخرى لتشكل ستاراً لنوافذ أكواخهم، وبرزت الزخرفة الإسلامية على سطح المرايا والقوارير بألوانها المطلية بالذهب وبالنقوش المتداخلة وخطوط الرسوم الهندسية التي تميز بها الفن الإسلامي. يشكل الزجاج المعشق فناً من فنون البناء والديكور في التراث الإسلامي، ومع دخول العثمانيين إلى العديد من البلاد الإسلامية أصبح أسلوب النوافذ الزجاجية المعشقة بالجص هو الأسلوب السائد. العمارة الإسلامية استلهم فنانو الغرب، فن النوافذ الزجاجية من العمارة الإسلامية، مع استبدال الجص بقضبان من الرصاص تثبت بها قطع الزجاج، وذلك لملائمة الرصاص للجو البارد الذي يسود أوروبا لكن الفنان الأوروبي قام بترتيب قطع الزجاج بحيث تتناسق الألوان الزاهية لتعبر عن مناظر طبيعية خلابة مختلفة في ذلك عن الطابع الزخرفي الذي تميزت به الأعمال الفنية الإسلامية، بالإضافة إلى الدفء الذي تحدثه الشمس والذي يأتلف معه الجبس كخامة مستخدمة في التعشيق. ولكن تلك الخامات لم تتوافق مع جو أوروبا لتأثرها بالمناخ البارد ذي الرطوبة العالية أغلب فصول العام، فطرح اختلاف المناخ الأوروبي على فنانيهم فكرة استبدال الجص بمعدن سهل التطويع وهو الرصاص (هذه الخامة مع الزجاج الملون جعلت لأوروبا تقنية معروفة تعكس التوافق بين الخامة والمناخ وهي فن الزجاج المؤلف بالرصاص). الموزاييك من فنون الزجاج المعشق. المدرسة البيزنطية يقول قسطلي “يعتبر فن الموازييك أحد فنون الزجاج المعشق والموزاييك كلمة أعجمية تقابلها في اللغة العربية كلمة فسيفساء، وهي تشير إلى نوع من الفن يقوم بالأساس على تجميع قطع حجرية أو خزفية أو زجاجية صغيرة تعطي في النهاية الشكل المطلوب في صورة متفردة بديعة. في حين اتجهت المدرسة الرومانسية إلى الأسلوب الأكاديمي، وذلك لما يتمتع به روادها من مهارة ودقة في صياغة وصناعة خاماتها الزجاجية المطبوخة، لدرجة أن المشاهد لهذه اللوحات الفنية لا يمكنه التفرقة بينها وبين اللوحات الزيتية، وتوجد هذه الأعمال الفنية الرائعة على جدران مباني كنيسة الفاتيكان بروما وأماكن أخرى متفرقة في إيطاليا. الفسيفساء الإسلامية فن (الفسيفساء) الإسلامي هو الأكثر تفرداً وتميزاً من بين كل فنون (الموزاييك) الأخرى، وخاصة في الأعمال الفنية التي تم الاستعانة فيها بالأنماط الهندسية، أما في دول المغرب العربي فلا يزال الفنانون هناك يستخدمون الأنماط والأشكال النجمية والدائرية والخماسية والسداسية والرباعية والأشكال المعقوفة المصنوعة جميعها من مادة الرخام والخزف الملون، بحيث تعطي في تجميعها أشكالاً من الأطباق النجمية. وقصة هذا الامتزاج والتفاعل بينهم تبدأ منذ فتح العرب لبلاد الشام حيث وجدوا هناك مدرسة فنية تنتمي إلى جذور ساسانية- هيلينية- بيزنطية. وتبلور فن الفسيفساء بعد أن اكتملت الهوية الفنية الإسلامية، واتخذ لنفسه هذا الأداء والأسلوب الإبداعي بعيداً عن فن (الموزاييك) الغربي الذي اعتمد على استخدام قطع صغيرة متشابهة هندسياً، ولذلك فقد تميز الفن الإسلامي بمنهج خاص يظهر بوضوح في المساجد والعمائر الإسلامية التي استوحى منها الفنان المسلم روحه الفريدة وقيمه الأخلاقية والاجتماعية والدينية. الزجاج المعشق يطلق عليه في بعض الدول العربي اسم “الفتراج” يقصد به ذلك الزجاج الذي يلون أثناء تصنيعه بإضافة الأكاسيد المعدنية إلى التركيبة الأساسية للزجاج، ومن ثم يتم تجميع هذا الزجاج وتشكيله بواسطة شرائط معدنية (غالباً ما تكون من النحاس) أو الجبس، ثم لحام تلك القطع إلى بعضها البعض. وقد سمي بالمعشق لإدخال الزجاج داخل قنوات الشرائط المعدنية أو القنوات الجصية، فعلى سبيل المثال فالزجاج المعشق بالرصاص يكون فيه العاشق هو الزجاج والمعشوق هو الرصاص. ويتم باستخدام هذه الشرائط تشكيل وزخرفة الزجاج للحصول على التصميم المطلوب. يشير القسطلي إلى أن السوق يشهد عودة استعمال الزجاج المعشق في أعمال الهندسة والديكور والسبب هو ما يخلقه من رونق جمالي أنيق الذي ينعكس على المكان إضافة إلى تطور وسائل صناعته بما يوفر الكثير من الجهد ويزيد من إمكانية التلاعب باللون والشكل. ويضيف “هناك طريقتان لصناعة الزجاج المعشق الطريقة التقليدية القديمة وهي مكلفة وغير عملية كما تتطلب صيانة دائمة حيث يتم فيه توزيع قطع الزجاج داخل فراغات قاعدة من الرصاص بحيث يصعب التحكم بألوان الرسومات أوتنفيذ مساحات كبيرة من دون جسور داعمة وتأمين حماية لكل قطعة زجاج من الجانبين إضافة إلى أن الرصاص لا يوفر عازلا تاما. وعمد مختصون إلى تنفيذ تقنية جديدة بتطويع معدن الرصاص على شريط متماسك وطري مدهون من الجهة الخلفية بمادة ذات تركيبة خاصة تتحول عند تعرضها للأشعة ما فوق البنفسجية إلى مادة صلبة تشكل وحدة متجانسة مع الزجاج بل وكانها قطعة واحدة وهكذا بات بالإمكان تنفيذ مختلف الرسومات على قطعة واحدة من الزجاج يتم تلوينها عبر فيلم يمزج بمادة خاصة ويوضع على قطعة الزجاج ثم يتم تعريضها للأشعة فوق البنفسجية فيثبت اللون على الزجاج بحيث لا يؤثر فيه عوامل الطبيعة. ويشير قسطلي إلى أن هذه التقنية تضمن تنفيذ مختلف الرسومات الهندسية وتشكيلات الألوان كما تسمح بتركيب الزجاج المعشق على مختلف المعادن أو الأخشاب ومختلف القياسات. الزجاج المزدوج حول ما يتمتع به هذا الفن من وظائف، وهناك أنواع من الشريط البلاستيكي يوضع داخل الصفيحة بين الزجاجين سماكته مدروسه بشكل يحدد مدى القوة والأمان بحيث إذا اصطدم أي شيء بالزجاج، فالشريط البلاستيكي يحفظ تشققات الزجاج فلا يجعلها تتساقط، الزجاج المعشق حول أنواع الزجاج المعشق يقول غسان قسطلي إنه «لا يقتصر على صنف أو نوع واحد فقط، لكن هناك أنواعا متعددة منها فن الفيوزينك هذا الفن يتميز برسومات بارزة على سطحه، وهو نوع مميز من الزجاج المعشق الذي يستخدم فيه شطف الزجاج بأنواعه وفقاً للتصميم المطلوب. نصائح لاستخدام أمثل للزجاج المعشق يشير غسان قسطلي إلى بعض النصائح عند التفكير في إدخال الزجاج المعشق كقطعة ديكورية في ثنايا المنزل، ويمكن أن تشكل منه فتحة في سطح المنزل على شكل قبة أو منشور،