قبل بداية الامتحانات في نصف السنة كان إبراهيم منزعجاً من عدم قدرته على مراجعة المواد التي سوف يمتحنها، فأخبره إبراهيم بأنه سيفعل ذلك. لماذا تذكرني بهذا الأمر مجدداً ؟! فقال له سعد: عندي الحل لك . فقال إبراهيم : ومالحل؟ قال له : معي دواء ينشط الذاكرة ويجعلك تحفظ جيداً وتفهم جيداً ولا تنسى ما يقال لك إطلاقاً. فقال له إبراهيم : أي دواء هذا الذي يمكنه فعل هذا . فقال إبراهيم : تمام سأفعل هذا. غادر إبراهيم إلى منزله وهو يفكر في كلام مدرسه ويفكر في اقتراح سعد . وبعد حوالي ساعة أو أقل أحس ابراهيم بنشاط غريب وهدوء في تفكيره . وبدأ فعلاً في مذاكرته بنهم غريب وكأنه يأكل المعلومات أكلاً . ومن هذا اليوم بدأ إبراهيم بتعاطي هذا الدواء والمذاكرة بكل تركيز ، حتى جاءت الامتحانات ومرت بسلام بل وتفوق فيها ابراهيم . وبعد الامتحانات وجد ابراهيم انه لا يوجد ما يستدعي أخذ هذا الدواء فتركه ولم يأخذه، ففي اليوم الذي لم يأخذ فيه الدواء أحس ابراهيم برعشة كبيرة تصيب جسمه ، وما إن أخذ ابراهيم الدواء حتى انتهت كل هذه الأعراض. فأخبره سعد ان هذه تسمى اعراض انسحاب الدواء و انه لا يقطع الدواء مرة واحد بل يخفف منه تدريجياً . وبالطبع كان إبراهيم يأخذ من هذا الدواء قرص ونصف يومياً بعد أن كان نصف قرص ، وبالفعل حاول إبراهيم أن يقلل الجرعة ولكنه لم يتحمل الآلام الجسدية التي بدأ يحس بها، فاستمر كما هو . وأصبح المال بالنسبة له أساسي كي يوفر هذا الدواء . بدأت أحواله في التدهور ، فسأله والده لماذا تريد هذا المبلغ وماذا ستفعل به ؟ فلم يجبه على سؤاله ولكنه أصر على أخذ المبلغ ، فقد انتهى ما عنده من الدواء وهو في أشد حالات التعب ، وحين تحرك من أمام والده سقط مغمياً عليه . حمله والده وذهب به للمستشفى ، كان الذهول هو كل ما يظهر على وجه والده . فلم يكن يتصور أحد أن ابراهيم قد يكون مدمن مخدرات في وقت من الأوقات .