بدأت قصة اختراع السيارة في عام 1886 ميلادي على يد المهندس كارل بنز الذي سجل براعة اختراع أول محرك للسيارة التي تسير على ثلاثة إطارات، وقد كان ذلك الاختراع في ذلك الوقت نقلةً نوعيّة مهمة في حياة الإنسان، فوجود السيارة سيخلّصه من المتاعب الكثيرة التي كانت تشكّل كابوسًا حقيقيًا يهدد مصالحه، وفي الوقت نفسه استطاع المهندس غوتفريد دايملر أن يطور شكل السيارة ليصنع واحدة تسير على أربعة دواليب بالاستعانة ببعض الاختصاصيين الذين سهلوا المسألة عليه بشكل كبير، وبذلك بدأت المنافسة العالمية ما بين مخترعي المحركات ومطوريها ليطوّر كل واحد منهم الآلة التي بين يديه، فمال بعض منهم إلى تطوير المحرك الذي يعمل بالكهرباء، أمّا الآخرون فكانوا يطورون المحرك الذي يعمل بالوقود. كان تطوير السيارات في بداية الأمر هو حرفة يعمل بها كل إنسان بحسب الطاقات والمواد التي بين يديه، ولكن في الولايات المتحدة الأمريكية كان الأمر مختلفًا عن ذلك؛ إذ تمكّن هنري فورد من تحويل صناعة السيارات من حرفة إلى إنتاج عندما أسس مصنعًا خاصًا بإنتاج السيارات وكان يستقطب مختلف الأشخاص الماهرين حتى يقوموا على ذلك الأمر فينعموا جميعًا بالنجاح، وهذا أدى بشكل كبير إلى خفض سعر السيارات التي كان لا يملكها سوى الأثرياء وذوي الطبقة المترفة، حتى استطاع هنري أن يجعلها أقل ثمنًا لأنّ المصنع بات ينتج كميات أكبر. إنّ السيارة هي من أهم الاختراعات الحديثة التي دخلت عالم الإنسان، فلم يعد الإنسان بحاجة إلى ذلك الجهد العظيم الذي كان يبذله من قبل مع وجود السيارة، وباتت الحياة أقل سهولة سيما في التجارة ما بين الدول، وبذلك تكون السيارة قد قدّمت للإنسان منحة جميلة في عالمه جعلته سيدًا وراء المقود بعد أن كان يبذل الغالي والنفيس من أجل وصوله إلى المكان الذي يريد، فكانت السيارة من أبرز الاختراعات التي أثرت إيجابيًا على حياة الإنسان،