"لِماذا أَنا؟" أَسْتَيْقِظُ يَوْميًّا مُتَسائِلًا، وَكُنْتُ أَنْتَظِرُ كُلَّ يَوْمٍ بِأَمَلٍ لا يَسَعُهُ الكَوْن. بَعْدَ إِصابَتي بِذَلِكَ المَرَضِ الخَبيثِ، تَرْتَجِفُ يَدي لِشِدَّةِ بُرودَةِ المَحْلولِ الَّذي يَدْخُلُ في عُروقي، مَحْبوسٌ في غُرْفَةِ المُسْتَشْفى أُصارِعُ ضُعْفَ جِسْمي في حينِ يَرْكُضُ الأَطْفالُ وَيَلْعَبونَ مَعًا مُبْتَسِمينَ في الحَديقَةِ الخَضْراءِ الزّاهيَةِ اللَّوْنِ. وَها هيَ دَمْعَتي السّاخِنَةُ تَسيلُ عَلى خَدّي إِذْ صارَتْ أَيّامي باهِتَةَ اللَّوْنِ وَبِلا مَعْنى، وَكَأَنَّهُ سَرابٌ يَراهُ السّائِرُ في صَحْراءِ الحَياةِ. نَظَرَتْ إِلى وَجْهي الشّاحِبِ قائِلَة: "أَكُنْتَ تَبْكي؟"، " عِنْدَها حاوَلْتُ حَبْسَ دُموعي لِئَلّا تَراني ضَعيفًا، فَرَمَيْتُ نَفْسي بَيْنَ ذِراعَيْها مُتَسائِلًا: "لِماذا أَنا يا أُمّي؟" يا صَغيري، وَهوَ يُحِبُّكَ وَيُريدُ مَنْحَكَ المَزيدَ مِنَ الخَيْرِ وَالعَطاءِ. ـ "وَكَيْفَ سَأَتَغَلَّبُ عَلى كُلِّ هَذا؟ أَلا تَرَيْنَ حالَتي؟" البَطَلُ الصَّغيرُ. ـ "صَحيحٌ، وَذَلِكَ لأَنَّ الأَبْطالَ لا يَخافونَ شَيْئًا، خَرَجَتْ أُمّي لإِحْضارِ الفَطورِ، فَسَمِعْتُ، بِصَوْتٍ هامِسٍ، هُنا، وَتَحَطَّمَ قَلْبي لِسَماعي بُكاءَ أُمّي بِحُرْقَةٍ، فَتَعَهَّدْتُ بِالمُحارَبَةِ لأَجْلِها فَهيَ لَمْ تَتَخَلَّ عَنّي يَوْمًا. وَبَعْدَها،