لاسيما علم الأنثروبولوجيا الذي يختص بتحقيق هذا الفهم من خلال البحث في كل ما يتعلق بالإنسان: كيف يتحرك، 3( إذا انطلقنا من تاريخ 6870م ، فإن مصطلح الأنثروبولوجيا يطلق على مجموعة العلوم التي تدرس الإنسان، الكائنات الحيوانية، ليشكل سلالاتبي ولوجية وثقافية تحكمها علاقات حتمية بيولوجية واجتماعية وسيكولوجية. كما استخدمه الفيلسوف اليوناني أرسطو لإعطائه معنى بأنه ذلك الشخص الذي يتحدث عن نفسه. رلقد تعددت استخداماته وتنوعت دلالاته بفضل الث ارء الوظيفي لعدة مرجعيات نفسية واجتماعية وبيولوجية. فهو يرتكز على د ارسة ثلاثة محاور رئيسية يبحث من خلالها في: الجانب العلائقي للثقافة والبيولوجيا، والبحث في الصفات البيولوجية والثقافية للأف ارد والجماعات. والذي يحو ي بدرجة أساسية على كل العلوم الاجتماعية والإنسانية بوصفها مرجعية الإنسان البدائي. التربوية. وبالرجوع إلى مفهوم الأناسة، فقد تطور هذا المدلول ذو الاستعمال الفرنسي إلى مفهوم واسع يشمل د ارسة كل ما له علاقة بالتنوع المعاصر في الثقافات الإنسانية. وبناء على تتنوع الفروع الأنثروبولوجية حسب طبيعة الموضوعات المدروسة والتي تتناولها بالتحليل والمعالجة بما يتوافق والتطوارت المعرفية، بحيث تنتهج هذه الفروع منهجا محددا للموضوعات المتخصصة والقوانين المطبقة في د ارستها. وتؤكد الد ارسات التاريخية عملية انقسام الأنثروبولوجيا إلى فرعين أساسين وشاملين لموضوع التاريخ البشري وفقا لتطور بيولوجي واجتماعي ، وبتطور البحث الأنثروبولوجي في اتجاه هذين الفرعين كاتجاهين منفردين في الد ارسة والبحث في فهم حقيقة الإنسان، فقد تم الاعت ارف المتبادل لحاجة كل فرع لآخر . ونظ ار للإزدواجية المتبادلة بين الفرعين وحتمية التبادل البحثي للوصول إلى الفهم الحقيقي للإنسان، فقد انقسم هذين الفرعين إلى عدة فروع تمثلت في: أ- الأسس العلمية والمعرفية لعلم الأنثروبولوجيا ولقد كانت النزعة الإنسانية مناهضة للظلم الذي عاشه الإنسان من تهميش لإاردته الحرة، وإعادة الاعتبار له كذات إنسانية لها قد ارت ورغبات وميولات في تحقيق الوعي الذاتي الإنساني بعيدا عن الطقوس وفكرة المعبود الإنساني، كما ظهرت النزعة الإنسانية في وصية سقارط –أعرف نفسك بنفسك-، والتي عززت هذه النزعة الإنسانية وأبرزتها في معرفة جديدة تحت إسم عصر التنوير، بمعنى الخصائص المميزة للإنسان عن سائر المخلوقات، حيث يعني بالظلام الفلسفة المثالية الألمانية الأخلاقية القائمة على الضمير كمفهوم لصوت الله المستمر في الإنسان كما ادّ عته تلك الفلسفة. 1( لذلك، وبهذا فقد شهدت النزعة الإنسانية العديد من التطوارت من خلال إبداعات ومساهمات العديد من المفكرين والعلماء الذي أعط وا مفهوما جديدا للنزعة الإنسانية الدالة على كل نظرة أو فلسفة تتخذ من الإنسان محور تفكيرها وغايتها وقيمتها العليا. 2( وقد تطورت هذه النزعة في المسلمات التربوية التنويرية، بمعنى التركيز والتعمق أكثر في الذاتية الإنسانية". 3( رلقد دافع سارتر عن حرية الإنسان وك ارمته الإنسانية بعيدا عن حتمية اللاشعور التي وظفها المذهب البنيوي وبصفة خاصة التحليل النفسي. وآخرون إلى المقا ربة الحسية التجريبية. بمعنى أن فريقا ينتقل في موضوع وظاهرة واحدة من نزعة طبيعية إلى فلسفة إنسانية، إلا أن هذا التجاذب سواء على مستوى الفيلسوف الواحد أو على المستوى العالمي، بحيث أصبحت هذه المؤش ارت أهدافا عامة لكل العلوم. 1( وفي ضوء هذه التجاذبات الفكرية والعلمية، أن يحرر المعطيات الأنثروبولوجية للمجتمعات البدائية من النزعة البيولوجية النشوئية التطورية المتطرفة، مؤكدا بذلك على فكرة السببية للظواهر الاجتماعية والتمسك بعملية الت ازمن بدلا من التعاقب الزمني، في حين أن عالم التاريخ يدرك الظواهر نحو تعاقبها ليستخلص النتائج. أنه كلما ضعف تأثير المعايير الاجتماعية على الأفراد في مجتمع ما وفي زمن ما، كلما سادت اللامعيارية الاجتماعية، ليصل إلى المفهوم العقلاني والإنساني )إنسانية الإنسان( كما شهدها عصر التنوير. سياسي، اجتماعي. إلخ، وهو ما وسع فجوة التعاريف للإنسان في العلوم الطبيعية والإنسانية. 1( والجدير بالذكر، قد شكل تأسيسا ملحوظا لعلم الإنسان بكيفية عميقة وشاملة لمنهجه، حيث ركز اهتمامه على تأسيس القواعد واكتشاف القوانين والمبادئ العامة التي تحكم الظواهر النفسية والاجتماعية والطبيعية.