وقد سلَّم هذه الرسالة زميلٌ لهما إلى أبويهما، بعد تغيُّبهما عن المنزل بعج نهاية اليوم الدراسي. قام والد أيهم (حسين العمري) بإبلاغ الشرطة بغياب ابنه وزميله في المدرسة، بل كانا يدرسان في مدارس المتفوقين، ويتحليان بأخلاق رفيعة، يحكي "العمري" أن ابنه "أيهم" كان مميزا في الدراسة، وهو ما انعكس على تراجع درجاته الدراسية بشكل غير معتاد. بدأ يتحدث مع أبيه في رغبته عدم إكمال تعليمه، وأن درجات المدرسة ما هي إلا مجرد أرقام على ورق، اعتبر الأب أن هذه التصرفات مجرد حالة ملل معتادة لمَن هم في مثل عمره، وبدا أن الأمور عادية حتى مساء يوم الأحد عندما دخل المراهق غرفة أبيه وقبّله، ثم غادر صباح الاثنين إلى مدرسته كالمعتاد، وتركهما رسالة لزميل ثالث لهما اشترطا عليه أن يسلمها إلى ذويهما بعد غيابهما. ومع إغلاق هاتف كلٍّ من الشابين الصغيرين وصفحاتهما على وسائل التواصل الاجتماعي، تم إبلاغ الشرطة عن تغيُّبهما، وتسرب الأمر إلى الإعلام الذي ضجّ بالبحث عن المراهقَيْن اللذين تركا رسالة مثيرة للجدل تحمل ألف علامة استفهام عن دوافعهما للرحيل. مراهقان تركا المنزل وقررا الامتناع عن الدراسة تأثرا بكتاب "الأب الغني والأب الفقير" للوصول إلى الثروة - وسائل التواصل مراهقان تركا المنزل وقررا الامتناع عن الدراسة تأثرا بكتاب "الأب الغني والأب الفقير" للوصول إلى الثروة. وذكرت المصادر الأمنية أن الشرطة استطاعت تتبُّع كلٍّ من الشابين بعد ورود بلاغ بالاشتباه في وجودهما في هذه المنطقة، بعد دخولهما إلى أحد المساجد لأداء صلاة الفجر، وهو ما جعل إمام المسجد يتواصل مع الأمن العام ويخبره بوجود الشابين في المنطقة. شرح الصديقان أنهما بعد قراءة كتاب "الأب الغني والأب الفقير" أدركا أن التعليم الذي يتلقيانه غير مفيد، ولا يعلمهم مبادئ المال والأعمال والاستثمار التي يجب عليهم أن يتعلموها خارج المدرسة، يبحثان فيها عن الثروة والاستثمار والعمل الحر بعيدا عن المنزل والمدرسة، وحدَّد الشابان أهدافهما الأساسية من هذه الخطوة بترك المنزل والدراسة بأنهما يبحثان عن "جمع رأس المال الذي يكفي لبدء مشروعهما"، وأنهى كلاهما الخطاب قائلين: "والله لو وضعوا الشمس في يميننا والقمر على يسارنا على أن نترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو نهلك دونه ما تركناه وإنا عليه عازمون مقبلون. ونعدكم بأننا عائدون لكم ولو بعد حين، لعل الله يمن علينا وينفع بنا ويعيننا على إيصال رسالتنا". بالتأكيد كان هذا الحدث واحدا من أكثر الأحداث التي أثارت الرأي العام في الأردن سواء بتعليقات جدية أو ساخرة، وأصبحت مثار حديث للكثير من المتخصصين في علم النفس حول نفسية المراهقين التي تتأثر بأضواء الشهرة ووسائل التواصل الاجتماعي،