الرياضة، بأشكالها المختلفة، ليست مقصورة على تعزيز اللياقة البدنية فحسب، بل تمتد آثارها الإيجابية إلى الجوانب النفسية والاجتماعية والمعرفية. وتُعد الرياضة التنافسية، كأعلى مستوى تنظيمي في الممارسة الرياضية، وسيلة لتحقيق الأداء الأمثل ضمن قواعد محددة، وتُفرض على الممارس التزاما بدنيا وعقليا عالياً، مُعيدةً صياغة إدراكه لجسده وقدراته. أظهرت أبحاث عدة، مثل (Smith et al., 2008) و(Brown and Harris, 2020)، تأثير الرياضة التنافسية الإيجابي على الصحة النفسية، بناء صورة جسدية إيجابية، وزيادة تقدير الذات لدى الشباب والطلبة، خاصةً. بينما أشارت دراسات أخرى (عبروس ويحياوي، 2018؛ أحميدة وآخرون، 2019؛ عبدلي والعلوي، 2021) إلى اختلافات في نتائج ممارسة الرياضة على صورة الجسد، بحسب العمر ومدى المشاركة. رغم أهمية هذه الدراسات، إلا أنها غالباً ما تركز على عينات عامة أو ممارسة رياضية عامة، مما يبرز الحاجة إلى دراسات أعمق حول أثر الرياضة التنافسية، خصوصاً على طلبة التخصصات الرياضية. لهذا، يسعى بحث ما إلى الكشف عن مساهمة الرياضة التنافسية في تنمية صورة الجسد لدى طلبة ليسانس علوم وتقنيات النشاطات البدنية والرياضية بجامعة سطيف 2، والإجابة على تساؤل: هل تساهم الرياضة التنافسية في تنمية صورة الجسد لدى هؤلاء الطلبة؟