الدول من أول الأمور التي يحتاج وزير خارجية بريطاني جديد ينقصه الكثير من إذ إننا نحيا في عالم ما زالت الدول فيه هي الفاعل الرئيسي في وبما أنه ليس ثمة حكومة عالمية ولا منظومة للقانون العالمي ولفرض فمن المرجَّ ح أن تظل المعرفة بالدول شرطًالازمًا — وإن لم يكن كافيًا بالطبع — لتحقيق أي فهم جاد للعلاقات الدولية في المستقبل والتظاهر بغير ذلك يكون من قبيل التمنِّ ي لا أكثر.لم تكن تلك هي الحال دائمًا؛ فقد قدَّ م علماء الإنسان وصفًا مفصَّ لا ًمثيرًا للإعجابلمجتمعات بشرية قائمة على العضوية القبلية أو العشائرية، »بلوغ سن الرشد في ساموا« ١٩٢٩، التي لا تزال باقية في أماكن مثل أفريقيا الوسطى وحوض الأمازون الأوسط،يوجد بالتأكيد حكام قَبَليون أو زعماء قبائل وشيوخ قبائل، وفي كثير من الحالات — لأن تلك القبائل يمكن أن تكون كثيرة الترحال — لاتوجد أراض ٍثابتة ذات حدود معترَف بها ولا ولاية قبلية.وبلاد فارس والصين وروما هي التي نجد فيها نشأة بعض الخصائص المهمة للدولة؛فقد كان الحكام يوظفون حاشيات من الموظفين بغية تنفيذ أوامرهم وفرضها،جيوش من الجنود المتفرغين بغرض القيام بالمزيد من الفتوحات الإمبراطورية والتصدِّ يللأعداء الخارجيين والداخليين، وكثيرًا ما كانت توضَع قوانين وإجراءات معقَّ دة إلى حدبعيد للعدالة الجنائية وتطبق )بدرجات متفاوتة من الكفاءة والاتساق( في جميع أنحاء وليس على المرء سوى النظر في الأثر الهائل الذي خلَّ فه القانون الرومانيعلى الأنظمة القانونية في أوروبا المعاصرة ليرى أهمية تلك التطورات على نشأة الدولة