يحظى موضوع الصداقة باهتمام واسـع ا�ـدى لا تنحصر حـدوده فـي إطـار الـدراسـات الـنـفـسـيـة والاجتماعية فحسب� بل يتسع نطاقه ليشمل كافة مجالات الحياة الإنسانية من فلسفة وفنون وآداب. والاهتمام بالصداقة ليس وليد حياتنـا ا�ـعـاصـرة� بل هو اهتمام عريق يضرب في أعماق التاريخ نظرا للمكانة الرفـيـعـة الـتـي شـغـلـتـهـا الـصـداقـة دائـمـا� بوصفها قيمة إنسانية عظيمة الأثر في حياة الفرد والجماعة واﻟﻤﺠتمع. وفي سياق الكتاب الذي بـ� أيـديـنـا سـنـفـصـل القول-خلال الفصول الـتـالـيـة-فـي نـتـائـج الـبـحـوث والدراسات النفسية الحديثة� التي تناولت الوظائف النفسية والاجتماعية التـي تـنـهـض بـهـا الـعـلاقـات الاجتماعية بصفة عامة وعلاقة الصداقـة بـصـفـة خاصة في مختلف ا�راحل العمرية بدءا من الطفولة وحتى الكهولة� وسنلقـي الـضـوء حـيـنـئـذ عـلـى دور الصداقة في حفظ الصحة النفـسـيـة لـلأشـخـاص