مع نهاية القرن 19م برزت عدة قوى رأسمالية شكلت منافسا حقيقيا لأوربا، فكيف ساهمت التحولات الرأسمالية في بروز هاتين القوتين؟ وإلى أي حد انعكست هذه التحولات على الولايات المتحدة الأمريكية واليابان في أواخر القرن 19م ومطلع القرن 20م؟ І – مظاهر وعوامل بروز الرأسمالية بالولايات المتحدة الأمريكية خلال القرن 19م وبداية القرن 20م: 1 – مظاهر الرأسمالية بالولايات المتحدة الأمريكية: الكهرباء …) في تدارك تأخر الولايات المتحدة الأمريكية بسبب الحرب الأهلية، وقد تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية من تحقيق قفزة اقتصادية مكنتها من الالتحاق بأوربا، وأصبحت بورصة «وول ستريت» إحدى أهم البورصات العالمية (رواج أسهم الشركات الضخمة التي أصبحت تتعامل داخل البورصة)، بالإضافة دور التركيز الرأسمالي في الاقتصاد الأمريكي الذي أفرز أشكالا عديدة من التركيز: التروستات، الديموقراطية … 2 – عوامل تطور الرأسمالية الأمريكية خلال القرن 19م ومطلع القرن 20م: عرفت الولايات المتحدة الأمريكية نموا ديموغرافيا كبيرا، إذ انتقلت ساكنتها من 8, 4 مليون نسمة سنة 1815م إلى 53 مليون نسمة سنة 1880م، اللاتنيون …)، روسيا، وقد لعبت البورجوازية دورا كبيرا في الاقتصاد الأمريكي، فورد، وسائل الإعلام، وقد استطاعت الولايات المتحدة الأمريكية بفضل قوة مواردها البشرية والطبيعية، والدور الذي لعبته البورجوازية في التمكن من الالتحاق بمصاف الدول الرأسمالية في العالم. II – مظاهر وعوامل بروز اليابان كقوة رأسمالية خلال القرن 19م ومطلع القرن 20م: 1 – مظاهر الرأسمالية اليابانية في القرن 19م ومطلع القرن 20م: كانت اليابان في بداية القرن 19م خاضعة لحكم إقطاعي متخلف معزول عن العالم (تهيمن فيه طبقة النبلاء)، والذي واكب عهد أسرة «توغوغاوا»، والذي قام بعدة خطوات، وإنشاء البنك الوطني، واستكمال التطورات الصناعية والعسكرية، فورموزا (تايوان)، وقد نشأت حركة تركيز رأسمالي وصناعي تسمى «الزايباتشو» التي هي عبارة عن مؤسسات عائلية وفرت منتوج جديد يمكن تسويقه نحو الخارج. 2 – شهدت اليابان تطورا رأسماليا نتيجة لعدة عوامل: سياسيا: العفو عن المتمردين، والسماح بتأسيس الأحزاب، واتخاذ طوكيو عاصمة لليابان. وإصدار قانون تنظيم مالية الدولة، وتشجيع القطاع الخاص، وإنشاء البنوك واتخاذ الين عملة وطنية. اجتماعيا: إقرار نظام جديد للتعليم، وفسح المجال لتعليم الأطفال في سن التمدرس، عسكريا: تكوين جيش عصري، وتحديث الأسطول البحري. إداريا: تم تقسيم اليابان إلى مقاطعات إدارية يحكمها موظف إداري (قادة من الدايميو) عوض النظام القديم الذي سيطرت عليه طبقة «الدايميو» التي كانت تمتلك الأراضي بشكل وراثي ولديها قوة عسكرية خاصة. دينيا: شكلت ديانة «الشنتو» الديانة الرسمية لليابان التي رضعت عدة قيم، وقد مكن انفتاح اليابان على العالم الخارجي كإرسال بعثات 1871 من استكمال تشييد وتحديث المنشآت والمؤسسات الوطنية، وبالتالي استيفاء حاجتها من الخبرات. III – نتائج بروز الرأسمالية في الولايات المتحدة الأمريكية واليابان: 1 – ردود الفعل في الولايات المتحدة الأمريكية واليابان على التحولات التي شهدها القرن 19م: في اليابان: فرضت الدولة اليابانية ضرائب كبيرة على الفلاحين وصلت إلى 78% من الإنتاج الزراعي، مما أدى إلى ظهور عدة حركات للتمرد قام بها الفلاحون (674 انتفاضة)، تم قمعها بشدة وقسوة على عهد الإمبراطور «ميجي». في الولايات المتحدة الأمريكية: قامت حرب أهلية (1861م – 1865م) بين الولايات الشمالية (التي قامت بحملة واسعة لتحرير العبيد) والولايات الجنوبية (المعتمدة على الفلاحة في اقتصادها) والتي رفضت تحرير العبيد، ترتب عن هذا الصراع خسائر مادية وبشرية ضخمة. كان على كل من اليابان والولايات المتحدة الأمريكية مواجهة الاضطرابات الداخلية لتحقيق قفزتهما وانضمامهما إلى الدول الرأسمالية، وذلك باتخاذ عدة إجراءات وإصلاحات تهم مواجهة هذه الأزمات الداخلية. 2 – نتائج بروز الولايات المتحدة الأمريكية واليابان كقوى رأسمالية: فقد توسعت اليابان في كوريا ومنشوريا (الغنية بالفحم والحديد)، وفي فورموزة وسخالين. أما الولايات المتحدة الأمريكية فقد توسعت على حساب المكسيك وتمكنت من ضم الولايات الجنوبية لتكساس ونيومكسيكو وأريزونا وكاليفورنيا وضمت جزر الكاريبي وهايتي والفلبين …