فهي تمس مباشرة الأمن الاجتماعي والاستقرار لدولة الكويت، وسنسعى في هذا المقال إلى تحليل السياسة الإعلامية الغربية تجاه أكثر القضايا إلحاحاً في الشرق الأوسط بالوقت الحالي، قمنا باستقصاء شامل في كبريات الصحف الغربية حول طريقة تناولها للأحداث "الإرهابية" التي مسّت أمن الكويت مؤخراً، والمرآة العاكسة للسياسات الإعلامية في الغرب، فقد حددنا سياق البحث بالصحف الغربية الناطقة بالإنجليزية، باعتبار أن الخليج تناوب على استعماره البريطانيون ثم الأمريكيون حصراً، وحتى تتشكل لدينا مقارنة موضوعية: اخترنا البحث في التغطية الإعلامية الغربية لحدثين أمنيين مسّا أمن الكويت مؤخراً؛ ووجود بعد طائفي مذهبي في كليهما، فضلاً عن ارتباطهما بمنظومة إيران، الذي حاز تغطية شاملة من جميع الصحف الأمريكية الكبرى، وبنسبة 100% في جميع الصحف التالية (مرتبة بحسب درجة انتشارها وتوزيعها بالولايات المتحدة الأمريكية بدءاً من الأعلى): يو أس إي توداي USA Today، وبالإمكان البحث مباشرة في جميع تلك الصحف من خلال الكلمة المفتاحية Kuwait، وكأن الحياة الطبيعية تمضي في الكويت دون اكتشاف لترسانة ضخمة من أسلحة مدفونة تحت الأرض وموزعة من قبل مواطنين كويتيين (وغير كويتيين) يتبعون حزب الله اللبناني وتدعمهم إيران! والتجاهل لكل خبر يتعلق بموضوع اكتشاف الأسلحة القادمة من إيران، وهو خبر بالغ الأهمية في إمارة نفطية تربطها بالولايات المتحدة علاقات اقتصادية واستراتيجية عميقة! حيث صاغت عنوان الخبر كالتالي "الكويت تمنع النشر فيما يتعلق بالإغارة على خلية إرهابية"، وهو رد فعل لا يستطيع القارئ الأمريكي إدراكه في ظل التعتيم الغربي على أوليات الخبر وملابساته التي سبقت قرار السلطات بمنع النشر الإعلامي عن الخبر، وهذه ثلمة وخلل بمهنية الصحف الأمريكية التي أشرنا إليها. حيث تمت تغطية خبر تفجير مسجد الإمام الصادق بجميع الصحف الكبرى (ولكن على درجات متفاوتة التفصيل)؛ أي بلغت نسبة التغطية الصحفية البريطانية المائة بالمائة بخصوص تفجير المسجد من قبل داعش. ونعني تفجير مسجد الإمام الصادق، ولسبب ما، وتسعى بشكل واضح لشيطنة الجماعات المسلحة السنية فقط، وربط كل العنف الحاصل في الشرق الأوسط بداعش، وبناء على المعطيات التي سقناها هنا، هما والنظام الدولي، فضلاً عن ذلك، نستطيع الاستنتاج أن التجاهل الغربي لتلك الخلية المسلحة ذات الأبعاد الموغلة بالـ"الإرهاب" المدعوم إيرانياً على أرض الواقع: هو دليل آخر لسعي الغرب إلى تبييض صورة إيران في المحفل الدولي، وهنا، والإعلامية بوجه أخص، الذي يسعون جميعاً لشيطنته (أي الغرب وإيران والجماعات الشيعية المتحالفة معها) من خلال الأفعال الخرقاء لما يُسمى "داعش" و"القاعدة" وغيرها! نأمل ألا تُشعل خلية حزب الله بالكويت سباقاً للتسلح لمواجهة تُعد لها إيران: فرياح الطائفية لن تستثني بنيرانها أحداً،