إلا أنه ليس خوفاً بيولوجياً كذلك الذي يستشعره الحيوان» إنما هو خوف روحيٌ كونئٌ بدائي موصول بأسرار الوجود الإنساني وألغازه. أطلق عليه «مارتن هيدجر» :11602880 142:18 «العامل الخالد الأزلي المحدّد إنه خوف ممتزج بحب الاستطلاع والإعتاب والدهشة والنفور» تلك المشاعر المختلطة التي تكمن؛ على الارجح» في أعماق ثقافتنا التجاسة والسمو واللعنة والقداسة» وغير ذلك من أفكار مماثلة. هذا العالم» فلن يدو لنا فيه شيء نجس ولا مقدّس. فهذه أفكار مناقضة للعالم وهي برهان على أن لنا أصلاً آخر لا نستطيع أن نتذكر شيئاً عنه. إن إنكار لفكرة العلم عن الإنسان. وإحباطاته من خلال الدين؟ لماذا؟ ومن أي شيء يحث الإنسان عن الخلاص؟ بالفجيعة والصراع الدائم بين المصلحة والضمير والتساؤل عن وجودثا. غير ذلك من أفكار) - هذا الجانب يظل دائما بدون تفسير عقلاني. من الواضح لا نستطيع أن نجد أدنى أثر لعبادات أو أما العل؛ فإنه حديث النشأة نسبياً. لقد كان الإنسان والدين والفن دائماً في تلازم وثيق. ولكن لم يُكرّس اهتمامٌ لهذه الظاهرة التي تحمل في ثناياها إجابات عن بعض الاسئلة الحاسمة عن الوجود الإنساني!*". ولكن لم بر إنسان مدينة يدون أماكن للعبادة والمجاده, أنظر بلوتارخ: الأصوات بقصد التخاطب مع أقرانه؛ ليس من الواضح ما إذا كان ذلك الكائن إنساناً أو قرداً. إن وجود أي نوع من العبادات أو المحرمات سوف يدّد الشك. فقد انتظر الحيوان لكي يتحول إلى إنسان حتى نقطة معينة من الزمن عندما بدأ ومهما تكن قيمة هذه الوجهة من النظر» فإن الفرق الحاسم بين الإنسان والحيوان ليس شيئاً جسمياً ولا عقلياً إنه فوق كل شيء أمر روحي يكشف عن نفسه في وجود ضمير ديني أو أخلاقي أو فني. ومن ثم فإنه لا يصح التسليم بأن ظهور الإنسان حدث في الزمن الذي بدأ يسير قائماً؛ أو عندما تطورت يداه أو محوّمات. أليس من السخرية حقاً أن الإنسان البدائي الذي استمتع منذ خمسة عشر ألف كهفه؛ كان من هذه الناحية؛ يعيش فقط لإشباع متعه الجسدية ويفكر كل يوم في متع جديدة؛ أو الإنسان محروماً من أبسط المشاعر والأحاسيس الجمالية. مدممتلنه في كنابه «القانون الأول» مل :ا 716 أن الأشياء المحظورة أو النظر إليهاء قد ساعدنا في الحصول على بعض المعرفة عن وجود حياة بدائية. أما الفكرة العامة التي طغت أيضاً على عقول البدائيين؛ وهكذاء نشأ نظام كامل للمحظورات شمل أوجه الحياة البدائية المختلفة. وقد أطلق على هذا فيما بعد اسم «التابرة مومه أو المحرمات وكان «التابو؛ في الأصل حظراً ذا طبيعة أخلاقية ظهر في وقت مبكر من حياة الشعوب البدائية. شعوره قارن هذا بما يفعله الثعلب حينما يقع في المصيدة فيعض ساقه حتى يقطعها ليتمكن من الفرار. هذا عمل من أعمال العقل. إنه سمة خارجة تماماً عن الإطار الحيواني””'. انتكس إلى الوراء» أو أن ظهور حيوان بتعصبات مثالية يعوق عن التقدم. الإنسان» يطلقون عليها «عقدة الإنسان اليدائئي». بدي مات آل ان كما هي مصددز الشعز والفن, وترجع أهمية هذه التناقضات التي تكتنف هذا الظهور. من السهل أن تؤدي بنا هذه الحقائق إلى استنتاج أن الحيوانات قد اكتسبت تغييرات أفضل خلال صعودها في سلم التطور؛ بيدما الإنسان البدائي؛ هذا الانطياع الكاسح عن تفوق الحيواني على 9 في فجر خلال تلك الحقبة الطويلة التي تحرر فيها الإنسان من عالم الحيوان؛ يزعمون أن الاختلافات الخارجية (كالمشي قائماً؛ وتتابعت في سلسلة من الأحداث الضئيلة التي يصعب وليس من الواضح ما إذا كان ذلك الكائن الذي اشتبه بالإنسان والفرد» وقد استخدم عصاً لإطالة ذراعه حتى يصل إلى الطعام» أو نطق بيعض ‎)١(‏ المصدر نفسه ص 64. أما العجيب. أما وجوستاف فلوبيرة 118100881 0518 في كتابه (سلاميى 56 75ه3ا5)؛ فإنه يصف لنا كيف كان الفرطاجانيون 05ةةوقع10:ة عندما يلجأون للصلاة من تتأجج فيه النيرات. من الخطأ استتتاج أن الناس وقد يدو في الجنس البشري»؛ وقد تأخذ النضحية في الديانات البدائية أشكالا مروعة. ولكنها مع هذا الوضف تمثل خط فارقاً ملموساً 0 0 0 الإنسان. والحاجات. أما التضحية فهي أحد قد تأخذ طرق التفكير اللاعقلانية عند الإنسان البدائي أشكالاً بالغة الغرابة: من معتقداتهم الخرافية. وطقوس للقبول. لم يتابع فريسته من الخلف, المخترع الذي لا يملّ» صانق العبادات» والأساطير والمعتقدات الخرافية؛ والأوثان. آخرء عالم حقيقي أو مُتخّل. وإنما هو فرق كانت فكرة الزراعة إحدى الأفكار البارزة في تطور المجتمع الإنساني» وفد ج. وله في كتابه «التاريخ الموجز للعالم»: 3. منذ اثني عشر ألفاً إلى عشرين ألف سنة مضت؛ الحديث عندما يحل موسم بذر البذور في الأرض يعمد إلى تقديم تضحية بشرية؛ ولم تكن التضحية بشخص قليل القيمة أو منبوذٍ في المجتمع؛ يقول دهدج. ونزع قلوب حية لا تزال ‎)١7(‏ هه ج. 11:0 م (946ا فتاوهل ‎)١(‏ المصادر نفسه ص 55 الدين أو السحر أو المسرح الدرامي؛ أو الفن؛ أو المحظورات الأعلاقية. قورن بتطور الإنسان البدائي الذي تستحوذ عليه محرّمات ومعتقدات غرية. فالحيوان عندما يذهب للصيد؛ يسلك سلوكاً منطقياً عقلانياً جداً. أدنى فرصة متاحة إلا اققتصها. ذلك. تعامل التحل أعضاء مجتمعها التي لا فائدة فيها بقسوة بالغة. إنها تقذف بها بكل بساطة خارج الخليّة. الضعيف والُعوّق» والحق في الحياة؛ والتقدير, إلخ. بالنسبة للحيوان» تبدو الأشياء على ما هي عليه. الواقعية. يُخضعوا أنفسهم لأنواع مختلفة من المحمات كالصيام والصلوات» وأن يمارسوا رقصات خاصة» وأن تحدث أحلام معينة» وأن تُراعى علامات خاصة. تأني سلسلة أخرى من الشعائر. حتى البداثية كانوا يمثلون الحيواثات التي يأملون في قدلها قبل الشروع في الصيدء وكانوا يعتقدون أن لهذا التمثيل تأثيراً حاسماً على نجاح عملية الصيد؛ يسمى «بسحر الصيده. إخحضاعهم لطقوس معقدة. - 0 مجتمعات وفق خطة: «أوما من ذابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم ‎)١١(‏ لوسيان هثري . النحل والأوز والقرود تستقبل وترسل معلومات مختلفة من خلال الحوار أو وقد جمع «د. كثيراً من الملاحظات الهامة عن ذكاء الحيوانات وقدرتها على استخدام الأشياء وكان استنتاجه العام أن جميع الحيوانات قادرة على التفكير. فإن اللغة أيضاً تنعمي إلى الجانب الطبيعي الحيواني أكثر من انتمائها إلى الجانب الروحي للإنسان. اللغويات - بعمكس الفنون ‏ يمكن تحليلها علمياً» بل بواسطة أكثر وهذا يعطي اللغويات خصائص العلم؛ فموضوع العلم فكما أن الذكاء والمادة أو كما يقرر برجسون: «إن وظيفة المخ تكمن في تحديد حيانا الروحية في إطار ما هو نافع لنا من الناحية العملية)"'". الحيوانات والفقاريات والحشرات. فهناك شعور وذكاء» ووسيلة أو أكثر من والالتحاق بمجتمع» وبعض أشكال الاقتصاد. بالنظر من هذه الزاوية ييدو الإنسان مشتركاً بشيء مع عالم لكن ليس في عالم الحيوان شيء ما يشبه - حتى ولو بشكل بدائي - 8) أنظر أبحاث لروفسور فررش وزيكن وبخاصة «كرثراد لررتزة: ه1000 مهما 100/0 حملا معز #صوصماة حمدا بكرو/10 لمونعم عا لطونا سمل نيرمنت و '«مصمدامة السوو ماعو يعي «تذر الصمت» المعروف في بعض المذاهب المسيحية. ‎)٠(‏ هري برجسون ممتتنامع مطامدد مومع -- فكرة أن يُضْحي الإنسان بنفسه في سبيل الآخرين؛ أو أن يرفض بعض رغباته؛ أو أن يقلل من حدّة ملذاته الجسدية؛ إن مبدأ وجود الحيوان هو المنفعة والكفاءة» وليس هذا هو الحال بالنسبة للإنسان» على الأقل فيما يتعلق بخاصيته الإنسانية المتميزة. وغرائز الحيوان فالحيوان لديه شعور دقيق بالوقت أفضل من شعور الإنسان. وهناك أمثلة كثيرة على ذلك» منها طيور الزرزور التي تتوقف عن تناول الطعام قبل الغروب بساعة. وينظم التحل عمله اليومي بدرجة من الدقة فهو يتخيّر الوقت المناسب كما يتخيّر كا يقذر باستقطاب ضوء الشمس من خلال السحب. هذه القدرات هي قدرات إنها تدعم الكائنات الحية وتجعلها قادرة على البقاء. المتحضر والمجتمع البدائيء تُضْمِفٌ كفاءة الإنسان. فإذا كان لدينا نوعان من أنواع الكائنات على درجة واحدة من الذكاء» فإن النوع الذي لديه مبادىء ويعوّض الإنسان عن قصوره في القوة - الناتج عن التزامه الخلقي - تفوقه في الذكاء إلى جانب قدرات اخرى ممائلة. وأباً كان الأمر» فإن أصل الذكاء حيواني وليس إنسانياً. تفسِيرَهًا بأنها تقليد أو ارتباط آلي للصور - ألواناً أخرى كثيرة من السلوك لا نتردد في هذا المجال» يمكن ان نخصٌ بالذكر كل سلوك تيدو فيه فكرة صناعية سواء كان الحيوان قد صنع أداة بنفسه أو استخدم 7) عغثري برجسوت , اماع11 تنتظاطيا/ مضا سا5 #اتتوء بممتع :06 أتصه1 07 من الممكن أن تكب تحليلاً لغوياً كاملا لقصيدة من قصائد «جوته؛ ومع لا تقترب خطوة واحدة من جوهر القصيدة. والقاموس اللغوي يحتوي على جميع كلمات اللغة وهو بالغ الدققه وقد لا تحتوي قصيدة ما مكتوبة باللغة نفسها إل على عدد قليل من كلمات القاموس» ولكن القاموس يفتقر إلى حبكة القصيدة؛ كما تحمل القصيدة معنى وجوهراً لا يمكنه الوصول إليهما. اللوحة الفنية والمسجد والقصيدة» أكثر من مجرد كمية ونوعية المادة الي تكوّنه. الإنسان أكثر من جميع ما تقوله عنه العلوم مجتمعةً. المثانية الأحلية طبقاً لنظرية التطوره كان الأب الأعلى لأكثر أنواع البشر بدائية هو نوع من أكثر أنواع الحيوان تقدماً. الحيوانات وهي تبحث عن الطعام وتتصارع من أجل البقاء» ثم أنظر إلى إنسان بدائي خائف مشوّش بمعتقداته ومحزماته الغريية؛ الغامضة. هذا الفرق بين المجموعتين لا يمكن ردّه إلى مجرد اختلاف في مراحل التطور فحسب. إننا نقول إن الإنسان قد تطورء وهذا صحيح؛ ولكنه يصدق فقط بالنسية لتاريخه البشري الخارجي. فقط أنه مخطف عن الحيوان» ولكن أيضاً أن معنى حياته لا يتحقق إلا بإنكار الحيوان الذي بداخله. فإذا كان الإنسان هو ابن الطبيعة كما يقولون» فكيف تسن له أن يبدأ في معارضة الطبيعة؟ وإذا تخلنا تطور ذكاء الإنسان إلى أعلى نز أما الفن» فإنه يرينا الإنسان في صور مثيرة قادماً من عالم مجهول. العلم يشير إلى «داروين» وتركيبته الجهتمية؛ أما الفن فيشير إلى «مايكل أنجلو» وشخوصه الرائعة على سقف إن داروين ومايكل أنجلو يمثلان فكرتين مختلفتين عن الإنسان وحقيقتين ولن ينتصر أحدهما على الأخعن لأن أحدهما مُدعم بعدد يمكن أن توجد حقيقتان متعارضتان عن الإنسان دون سائر الكائنات, وامتزاجهما معاً هو الذي يمكن أن يعطينا الصورة الكاملة والحقيقية عن الإنسان. أن الحيوانية جاتب من جوانب الإنسان. هذا الجانب. فطبقاً للعلم: الإنسان ليس أكثر من حيوان ذكي» وطبقاً للدين: لتتذكر أن كلمة (إنسانة لها في عقولنا معنى مزدوج» فنقول: «نحن أناس» ونقول: «لنكن أناساً» للتذكير بأننا كائنات أعلى وأن علينا التزامات أعلى» وأن واجبنا ألا نكون أنانيين وأدنياء. | لهي. وقد ظهرت الأفكار الأولى عن أصل الأنواع وفائها عند الشاعر الروماني «لوكرتبوس»؛ وكان معروفاً بأفكاره الإلحادية وبمذهب اللذة. أنظر «تبترس كاروس لوكرتيرس»: 0.‏ قه12 مقتتاقه تشنصده 06 نايا سحي سا1 عه تتاصى) فالمصطلحان والملعب الإنساني؛ و«الإنسانية» كلاهما مشتق من كلمة إنسان» ويتطويان على دلالة أخلاقية سامية. باسم الإنسان هو نتيجة ازدواجية الطبيعة الإنسانية» جاء أحد جانبيها من الأرض وجاء الأخر من السماء. «إنجاز»: «إن اليد ليست عضو العمل فقطء وإنما هي أيضاً تاج العمل. إن ما يتحدث عنه «إنجلز» هو استمرارية التمو البيولوجي وليس النمر الروحي. فقد أبدع «رافائيل» لوحانه يتن بيده وإنما بروحه. بالصمم. إن الدمو البيولوجي وحده حتى لوامتدّ إلى أبد الأبدين» ما كان بوسعه أن ينحنا لوحات «رافائيل»» ولا حتى صور الكهوف البدائية التي ظهرت في عصور ما قبل التاريخ. هنا نحن أمام جانبين منفصلين من وجود الإنسان. إن الكائن الإنساني ليس مجرد مجموع وظائفه البيولوجية المختلفة. لا يمكن تحليلها إلى كمية الألوان المستخدمة محدّد من الأحجار ذات شكل معين وبنظام معين؛ ومن كمية محددة من الملاط إلى غير ذلك من مواد البناء. فليست هذه كل حربي. ال تردريك إنجاز ج06!) ووتالعمص عل ما ممما رن لجرمام لظ ف لظ عام" عمطي لأصابنا العجب من معاني هذه الصور؛ ولتساءلنا: هل تحتوي هذه الصور بالفعل على أية حقيقة عن الموضوع العظيم فما هي مَلَم الحقيفة؟. وبدقة أكثر: والأقنعة الميلانيزية؛ والرسوم الحديثة - جميع هذه الأمثلة إذا أخذت بدون تنظيم فمن الواضح لين أنه لا ولا يمكن بحال من الأحوال أن يجمح بنا الخيال أي نوع من المشاعر تلك التي تنطوي عليها ديانة الخلاص؟ وماذا يعني هذا التعبير المأساوي؟ وأي شيء مأساوي خوف بين كل شيء حيء ما دام الإنسان والحياة هما ثمرة الطبيعة الأم؟ هذم الأسعلة تجعلنا نتشكك فيما إذا كانت الصورة التي رسمها العلم كاملة؟ إن العلم يعطينا صورة فوتوغرافية دقيقة للعالم» وإن كانت تفتقر إلى بُعدٍ جوهري حيث يتميز العلم بفهم طبيعي خاطىء لكل ما هواحي وكل ما هو إنه بمنطقه التحليلي المجرد يجغل الحياة خلواً من الحياة؛ ويجعل الإنسان مخحلواً من الإنسانية. إن العلم في علاقته بالإنسان ممكن فقط» إذا كان عكس ذلك؛ الفن ممكن فقط إذا كان الإنسان مختلفاً عن الطبيعة» إذا كان وهكذاء فإنه فيما يتعلق بالسؤال عن أصل الإنسان؛ طريق تصادم قطعي. 11 وتطور الإنسان متأثر بحقيقة موضوعية خارجية - هي أو كما قال فردريك إنجاز: وما خلق الإنسان إلا عملية بيولوجية خارجية تحددها حقائق روحية خارجية. فاليد تسيب وتدعم تطور الحياة النفسية. الإنسائي؛ !*. نفسه إنكار جذري للإنسان. ثم يتلاشى في النهاية. وقد أوضح إنجلر أن الإنسان نتاج علاقات اجتماعية أو ب أ كر هو نتاج أدوات الإنتاج الموجودة. إنه مجرد نتاج حقائق معينة. لقد أخذ ددازوين؛ وصناعة الأدوات؛ يمشي متصباً. يرجع إلى الأشكال البدائية للحياة والتي هي بدورها؛ عملية طبيعية كيميائية .