ومن أجل هذا كله يجب - وبكل تأكيد - أن تكون الديمقراطية في سلم أولويات المثقف والمفكر العربي الإسلامي، وسعي الأمة الى تهيئة المناخ اللازم للإنتقال الديمقراطي العربي، وعلى العرب اليوم أن يتخلوا عن كل شكليات التجارب الديمقراطية التي شهدها العالم العربي في لبنان، دول ثورات الربيع العربي، والعمل على تأسيس ديمقراطية من صلب الواقع العربي الإسلامي، وهو ما يدعو بكل المآلات إلى القيام بتأسيس ديمقراطية عربية أبنة الواقع العربي والإسلامي المعاش، كون الديمقراطية هي نظام حكم وليست معطى تستورده الدول العربية والإسلامية ، لكن هذا لا الديمقراطية العربية إلى أين؟ إذ لا مخرج للمازق العربي الخائق والخلاص من مرض الطائفية ووباءها كل الهويات الطائفية والمذهبية الأخرى. فلا حل للطائفية إلا بالديمقراطية والإنتقال إليها، وممارسة للطقوس الدينية، تعاليم التسامح، والمحبة والسلام ونشر ثقافة المودة وصلة الأرحام، وإقامة حكم وآخر مستبد ظالم في تونس، على أن تكون تلك المناقصة من ضمن بنودها التخمينية أن تتضمن بند مساطحة تلك الإمبراطوريات الإستبدادية وبناء مناخ مناسب فوقها صالحا لإستنبات شجرة الديمقراطية التي من المؤمل أن يستظل تحت ظلها فقراء الشعب قبل أغنياء النخبة السياسية، شرط أن يبنى ذلك النظام الجديد على أهم وأبرز مقومي الدولة العربية الحديثة المراد إرساء دعائمها، وهما مقوم العروبة ومقوم الإسلام، فبدونهما لا يمكن الحديث عن دولة عربية قوية قادرة على إنتشال الديمقراطية العربية إلى أين؟ إنها تتطلب تضافر كل الجهود بعمل دائب جاد، وأهم ما يمكن أن يميز الديمقراطية أو ما نريده أن يميز ديمقراطيتنا العربية هو أن يتوفر شرط الإيمان بها، وتحويلها من مجرد كلام ونقاش وأحاديث سفسافة الى كونها قضية مصيرية، فأنا أعتقد إن خميرة المشاكل العربية هي الديمقراطية وأزمتها ومشاكلها وإشكالياتها وعقبات التحول إليها، فالديمقراطية هي وسيلة النقل الوحيدة للعرب وإنتقالهم من محطات القرون الوسطى إلى محطات القرن الديمقراطية العربية إلى أين؟ إنها تتطلب تضافر كل الجهود بعمل دائب جاد، وتصميم حازم ، وأهم ما يمكن أن يُميز الديمقراطية أو ما نريده أن يميز ديمقراطيتنا العربية هو أن يتوفر شرط الإيمان بها، الفصل الخامس الديمقراطية الحاضن والحامي للعقل والمجتمع العربي من وقود الأفكار العربية أو شعار ملصق على جدران مجعدة، أو رايات وبيارق ويافطات ملونة ترفرف على مقار الأحزاب السياسية أو الكتل والمنظمات المجتمعية كما إنها ليست كلام وتنظير أو ثقافة سرد حكائي، ولا هي مجرد أحاديث ساذجة على ذلك الحاكم الظالم. فما رافق الحياة العربية على مر العصور هو ناتج عن رفضهم للديمقراطية وتجرديها من ثقافتهم، وعن معركة فاصلة، فعلينا أن نقرر المصير بين الديمقراطية العربية إلى أين؟ أن تتقدم أو ترجع على الأعقاب شروى نقير، وهذه هو جهاد الديمقراطية، فالديمقراطية ثورة من أجل الذات وإصلاحها قبل أن تكون ثورة فكما يرى الدكتور محمد عابد الجابري إن الديمقراطية الحقة والعدالة الإجتماعية هي امور لا يمكن تحقيقها إلا بالنضال الهادف والموجه، وتكلاها ! بل كان الشعب عربي الهوية فيحين كان النظام السياسي اجنبي وتغريبي بامتياز. وهذا الإعتراف أخذ شكل استخدام القمع والقوة العسكرية المفرطة في إسكات أصوات الحرية الرافضة للخذلان والظلم والتبعية، بإعتبارها أصوات نشاز تبعث الفتنة، من خلال التوظيف المؤدلج للآلة الإعلامية الغربية التي يوظفها الغرب من أجل تنفيذ وحماية مصالحه عن طريق دعم النظم العربية التسلطية الفصل الخامس والقمعية مقابل أن تعمل الأخيرة بصفة كلب حراسة للمصالح الغربية في تنقذ العرب ا من أما إشكاليات الممارسة الديمقراطية فهي تتطلب قراءة جديدة وهادئه، تهدف إلى مقاربتها بشكل مسؤول، إضافه إلى الديمقراطية العربية إلى أين؟