ونحن عند نهاية مطاف البحث في هذه المقالة المتواضعة يجدر بنا أن نكشف اللثام عن أصالة كلمة (أدب وكلمة ثقافة) إذْ برهنت المقالة أنهما في كلام العرب وضمن فترة ما يدعى بعصر الاحتجاج. وكشفت المقالة كذلك بأن أدب الشعر والنثر والملحمة هي أعمال عربية أصيلة لا ينتطح فيها عنزان، فقد تم تسليط الضوء على علاقة ملحمة جلجامش السومرية العراقية بأوديسة هوميروس اليونانية التي تحاكي سابقتها جلجامش، وتوصلت المقالة إلى أنّ الآداب العربية وما تمخض عنها من ثروات وكنوز أفادت البشرية وهي ثابتة الخطى واضحة التعبير أبدعت وأضافت للآداب العالمية وعجلت في نهضات الأمم وكانت ولا زالت قائدة رائدة مهما حاولت سموم الأفاعي من تشويه مسيرتها والتشكيك في قدرتها إذْ أنّ جذور الآداب العربية ثابتة راسخة رسوخ الجبال الراسيات ولها القدرة على إغراق الأراجيف والأكاذيب التي تطلق عليها بين الحين والحين. وتمشياً مع التطور والقفزات التي حصلت في عالم الآداب، ومادة الأدب المقارن بالذات والتي بدأ ظهورها في القرن التاسع عشر الميلادي والغاية منه دراسة الروابط بين مختلف الآداب في العالم والبحث في التيارات الفنية وبروزها في الآثار العالمية وسبب التشابه والتقارب وخاصة موضوع الشعر الملحمي والنثر الفني والقصص على لسان الحيوانات، لقد لخصت المقالة كل ذلك وبطريقة السهل الممتنع الذي عهدها العرب في الآداب القديمة والمعاصرة.