مُقدمــــــــــــــــــــــــــــة: بسم الله الرَّحمـــــــــن الرّحيم، خلـق الانسان علمه البيان والصــــــلاة والسّلام على نبيه العدنان صاحب الحكمة والبرهان. تُعــــــد نظرية الحقول الدلالية من أهم النظريات التي أسهمت في فهم الكلمات ومعانيها وهــــي عبارة عن مجموعة من الكلمات تحمل معنى واحداً داخل حقل معين هذا ما نجده مجسداً في قصــائد الشعر العربي القديم كقصـــــــيدة. ويسعى أيضا إلـى توضيح معاني الكلمات داخل النص وربط أفكاره المختلفة فيما بينها. كما يهدف هذا البحث إلى تحليل النّص الشعري بانت سعاد وفق نظرية الحقول الدلالية، مع إبراز دور هذه الحقول وتعزيز فهم النصوص الشعرية القديمة. ويستعرض البنية الدلالية التي اعتمد عليها الشاعر في ايصال رسالته كما يكشف عن العلاقات الدلالية بين الكلمة والحقل الذي تنتمي إليه. المدخــــــــــل المدخل: يُّعدُ التحليل اللغوي جزاء من التحليل اللساني حيث إنه يهتم بدراسة بنية اللغة عبر مستويات وهي: أ/المستوى الصوتي: "يعد أول مراحل التحليل اللغوي التي يتبعها علم اللغة الحديث في دراسة اللغة فالوحدة الصّوتية تمثل البنى الأولى في النظام اللغوي. " أي أنه يهتم بتحليل الكمة إلى عدة فونيمات. ب/المسّتوى الصرفي: يقوم هذا المستوى" بتجزئة النّص إلى وحدات دالة ترتبط فيما بينها داخل نظام وبمجرد إجراء هذا التقييّم ينتهي التعامل مع النص ليحل محله التعامل مع قائمة منظمة من الوحدات. " ج/المستوى النحوي أو التركيبي: "يختص بتنظيم الكلمات في جمل أو مجموعات كلامية(مثل نظام الجملة: ضرب موسى عيسى. التي تفيد عن طريق وضع الكلمات في نظام معين أن موسى هو الضارب وعيسى هو المضروب. د/المستوى الدلالي: "يختص بدراسة معاني الكلمات" وهو أكثر المستويات أهمية لكونه يجمع المستويات السابقة في اطار واحد. و باعتبار أنّ التحليل اللغوي يدرس تحليل البنية اللغوية فإنّ التحليل الدّلالي يدرس تحليل المعاني وهو فرع من علم اللغة يتعامل مع المعاني وكيفية ارتباط الكلمات بالجمل. " يقوم على تحليل المعنى في عدة مستويات أهمها تحليل كلمات الحقل وبيان العلاقات الدّلالية بينهما، وتحليل المشترك اللفظي وتحليل المعنى الواحد إلى عناصره المميزة. " كما تعددت نظريات التحليل الدّلالي منها: وهذه المفردات تُعد وحدات معجمية. ويطلق بعض اللغويين مثل "هاليدي الامريكي" على هذه الوحدات المجموعة المفتوحة أي أن المجموعة قابلة لزيادة. " وتصنف نظرية السّياق الدلالي في تحليل المعنى إلى نوعين: *السّياق اللغوي :"ويقصد به التركيب أو النظام اللّفظي وما يضفيه على الوحدة اللّغوية من تحديد دلالي. " *السياق المقام: "ويسمى بسياق الموقف أو الحال ويقصد به الوضعية والظروف التّي رافقت المتكلم وقت الكلام الفعلي. 2_النظرية التحليلية: وهي من أهم النظريات علم الدلالة التي "حاولت دراسة طريقة تحصيل المعنى، ويعني دراسة المكونات الدالة لوحدة لسانية، ويتعلق بمعرفة الكيفية التي تتم بها ربط الكلمات فيما بينها ابتداء من تكوينها الدلالي. " نظرية الحقول الدلالية وأهميتها أولا: نظرية الحقول الدلالية أ/مفهوم نظرية الحقول الدلالية ب/أهمية نظرية الحقول الدلالية أولا: نظرية الحقول الدلالية ويعبر عن مجال صغير من الخبرة. " كما عرفه جورج مونان (G. Monan) أيضاً بقوله: "هو مجموعة من المفاهيم تبنى على علائق لسانية مشتركة ويمكن لها أن تكون بنية من بنى النظم اللساني كحقل الألوان، حقل مفهوم الزمان، حقل مفهوم الكلام وغيرها. " الحقل الدّلالي أو المعجمي" هو مجموعة متكاملة من الكلمات ترتبط دلالتها بمجال يعبر مجموعها عنه. ضمن حقل شامل لها تجمع بينهما علاقة كأن نقول مثلا: حقل التعليم، حقل الالوان، حقل الإنسان، حقل الطبيعية. ب/نشأة نظرية الحقول الدلالية " ظهرت الحقول الدلالية في العشرينيات للقرن 20 تقريبا، وتأصلت أسسها و تبلورت أفكارها مع مطلع الثلاثينيات" وتقوم هذه النظرية على جمع المفردات في حقل دلالي واحد كحقل الجامعة: ( مدير، طلاب، كلية، محاضرات. " ويعود الفضل الأول في التفكير في هذا المجال إلى العالم ذي سوسير Ferd Saussure فيما يخص الاتجاهين الأساسين في أبحاث علم الدلالة" " أما في أمريكا فقد اهتم علماء الانثروبولوجيا بعمل دراسات تطبيقية حول فكرة الحقول الدلالية و كان تركيزها في مجالات القرابة النبات، و الألوان و الأمراض». " *الحقول الدلالية عند العرب: عبد الملك قريب الأصمعي) 216هـا ( الذي قام بتأليف مجموعة من الرسائل اللغوية التي جاءت كل واحدة منها بمثابة حقل دلالي (كتاب الإبل)، ويعد تأليفا معجميا في اطار الحقول الدلالية التي تنتسب لحقل الموجودات. " وقد ألف «محمد بن المستنتر الملقب بقطرب (ت 206ه) كتابا يعنوان الأضداد تناول فيه كلمات الأضداد في اللغة العربية و استشهد عليها بكثير من الأبيات الشعرية و القرآن الكريم و الأمثال العربية». " و من بين جهود علماء العرب في إطار الحقول الدلالية نجد: الأصمعي (216ه): كتاب الخير، كتاب خلق الإنسان، ابن السكيب (244ه): كتاب الأضداد. أبو زكريا يحي بن زياد الفراء (207ه): كتاب الأيام و الليالي و الشهور. إسحاق بن براهيم (ابن الأجدبي)(920ه): كتاب الأزمنة و الأنواء. أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (214ه): كتاب النوادر في اللغة. أبو عبد القاسم بن سلام (224ه): كتاب الغريب المنصف. أبو هلال العسكري (395ه): كتاب التلخيص في معرفة أسماء الأشياء. أبو عبدالله بن عبدالله الخطيب الأسكتي (421ه): كتاب مبادئ اللغة. ألف منصور عبد الملك بن محمد ابن إسماعيل الثعالبي(429ه): فقه اللغة و سر العربية. يمكن القول بأن جهود علماء العرب في نظرية الحقول الدلالية لم يتبعوا منهجا معينا في تأليف المعاجم. تانيا: نظرية الحقول الدلالية مبادئها و أهميتها ب/مبادئ نظرية الحقول الدلالية: تقوم نظرية الحقول الدلالية على المبادئ التالية: 1. إن الوحدات المعجمية lexicd itens أو lexenes (ألفاظ أو كلمات) تؤلف فيما بينها نسكة من العلاقات الدلالية وليست وحدات مستقلة عن بعضها. 3. قد يكون لعدة وحدات معجمية مدلول واحد أو شبه واحد وهو الترادف. كما يتفق أصحاب هذه النظرية إلى جانب ذلك على مبادئ أخرى وهي : • لا وحدة معجمية تنتمي إلى حقل معين. • لا يصح إغفال السياق الذي نرد فيه الكلمة. • استحالة دراسة المفردات مستقلة عن تركيبها النّحوي. • "يمكن تقسيم مفردات لغة ما إلى قطاعات أو حقول معجمية يمثل كل حقل تصورا أو مجالا دلاليا لخبرة من خبرات الحياة" • "الكلمات داخل الحقل المعجمي ليست متناثرة لكنها ترتبط معا بعلاقات دلالية رأسية وأفقية. • القيمة الدلالية للكلمة تحدد من خلال دراستها بين مجموعة من الكلمات ترتبط بها عن طريق علاقات دلالية. ب/أهمية نظرية الحقول الدلالية: تكمن أهمية نظرية الحقول الدلالية في: "تكشف هذه النظرية عن البنية الثقافية لدى أصحاب اللغة التي تتمثل في التصورات و المفاهيم التي تحملها ألفاظ اللغة بوجهها المادي و الروحي" • «إن هذه النظرية تضع اللغة في شكل تجمعي تركيبي ينفي عنها التسبب المزعوم». • «أسهمت نظرية الحقول الدلالية في الكشف عن أوجه التشابه و الاختلاف بين الكلمات المدرجة ضمن حقل واحد». • «ساعدت الباحثين على تصنيف اللغات إلى مجموعات معجمية وفق رؤية دلالية بدل الاعتماد على الزوايا الشكلية في عملية التصنيف». • «إن تطبيق هذه النظرية يكشف عن كثير من العموميات و والأسس المشتركة التي تحكم اللغات في تصنيف مفرداتها كما تبين أوجه الاختلاف بين اللغات بهذا الخصوص»، • «إن الحقل الدلالي ركيزة أساسية في إعداد المعاجم الدلالية الخاصة». تعد الحقول الدلالية مجموعة من الكلمات أو المفردات ذات صلة بحقل معين تنطوي داخله، التي بدأت على يد الغربيين على رأسهم دي سوسير و تطورت عند العرب على شكل معاجم ك« معجم العين» للفراهيدي، حيث تطرقنا إلى مبادئها و أهميّتها.   ب/ مناسبة النص وخصائصه الشكلية أ/ التعريف بصاحب النّص وهو شاعر مخضرم عاش بين العصر الجاهلي والإسلام، "تتلمذ كعب بن زهير على يد والده زهير وحين راه يلقه مبكراً حذره فالبداية من ذلك خشية أن يأتي منه ما لا خير فيه فيكون سبة له ولأسرته ذات التاريخ الشعري العريق. لكن كعب لم يتوقف عن محاولاته مما دفع والده إلى امتحانه لتأكد من موهبته وقدرته، " كما كان لكعب تأثير كبير في الشّعر العربي حيث جعل من قصائده مرجعاً في الأدب العربي. وله ديوان يحمل اسمه تنوعت فيه الموضوعات بين المدح والهجاء والغزل والرثاء، ومن أشهر قصائده لاميته( بانت سعاد)، " فلما قدم رسول الله صلى الله عليه و سلم للمدينة منصرفا من الطائف كتب بجير إلى أخيه (أن النبي صلى الله عليه و سلم يهم بقتل كل من يؤذيه من شعراء المشركين و أن ابن الزبعرى و هبيرة بن أبي وهب قد هربا, فإن كان لك في نفسك حاجة فأقدم إلى رسول الله صلى الله عليه و سام, و إن أنت لم تفعل فانج إلى نجاتك من الأرض). و قد أختلف في تحديد عدد أبياتها. لقد جاءت هذه القصيدة على نهج الشعراء القدامى في النظم و الشكل, إذ قال: ثم انتقل إلى وصف الحيوان: فقال عن الجمل : تسعى الوشاة جنابيها و قولهم إنك يا ابن أبي سلمى لمقتول. منتقلا إلى وصف الأسد: بَانَتْ سُعَا دُفقَلْ بِلْ يَوْمَ مت بُولُوْ مُتَيْيَمُنْ إِثْرُهَا لَمْ يَفْدَ مكْ بُوْلُوْ /0/0//0 ///0/0/0//0 /0/0 //0// 0 /0//0 /0/0//0 /0/0 مسْتفعلن فَعلنْ مُسْتفْعلُن فَعْلُنْ مُتَفْعِلُن. البحر البسيط. الرّوي: حرف اللّم. الوصل: حرف الواو. الرّسول, مكبول, تكرار الصوت: استخدام كعب بن زهير تكرار الأصوات في شعره لإضفاء جمالية الوزن على القصيدة، فنجده قد كرر الاصوات التالية( ب، . تكرار الحرف: نجد أن حروف الجر قد تم تكرارها كثيراً( من، واسم(رسول) وقد ذكر في سياقات مختلفة في المدح والاعتذار. كأنـه، أبوها، الضمير المنفصل(هو)، الضمير المستتر(تدوم، تكون، قال. 2) التّــــــــــــضاد: "هو نوع من العلاقة بين الألفاظ والمعاني المحمولة فيها. " فنلاحظ أن كعب بن زهير قد وظفه في قصيدته: (هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة/ طول وقصر/ الليل والنهار/ السود والبيض/ يستضاء والظلام/ عيش والموت) استخدمه بشكل محدود حيث أن الكلمات المستخدمة تحمل دلالات متنوعة مثلا: (الليل والنهار) دلالة على الوقت و(السود والبيض) دلالة على الألوان. فالهدف من استخدام التضاد هو تعزيز المعنى وتقويته وتوضيح معاني الكلمات. 3) الترادف: وظف كعب بن زهير الترادف وهذا ما نجده. موضح في القصيدة( مهند=سيف)، ممّا أدى توضيح فكرة الشاعر التي يريد التعبير عنها وتجنباً لتـــــــكرار. 4) الترابط النصي: الترابط الموضوعي: تناولت القصيدة عدة موضوعات الغزل انتقلا إلى الاعتذار والمدح وصولا إلى الفخر والشجاعة مما أدى إلـى ترابط أفكار وانسجام النّص. الترابط الدلالي: يعتبر أهم عنصر في ايجاد المعنى داخل النّص مع ترابط المعاني فيما بينها وذلك لفهم البنيات الصغرى للنّص وصولا إلى البنية العميقة التي تجعل النص متماسك. 5) الصـــورة الشعرية: يمكن تحديد الصور الشّعريّة من خــــــــــــلال القصيدة التشبيه: (كأنـــه منهل) شبه قلبه بالمنهل وهو تشبيـــــــــــــــــــــــه بليـــــــــــــــــــــــــــغ. الكناية: لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم أذنب ولو كثرت عني الأقــــــــاويل