فهي تزيل الملل لأنها تجعل العقل يعمل بسرعة في أثناء القيام بها، وإن المحافظة على العقل مشغولا طوال الوقت يزيد من قدرة الأفراد على التركيز، لكن القراءة السريعة لا تناسب جميع أنواع الدراسة، فبعض الموضوعات الصعبة لا ينفع معها هذا النوع من القراءة ككتب العلوم والرياضيات. ويرجع السبب في بطء قراءاتنا عادة أننا نصر على سماع كل كلمة نقرؤها، ولكن العين أسرع في عملها من الأذن، فنحن لا نستطيع سماع أكثر من ٢٥٠ كلمة في الدقيقة، لكننا نستطيع رؤية أكثر من ٢٠٠٠ كلمة في الدقيقة لذا فإننا إذا لم نصر على سماع لفظ الكلمات في عقولنا فإننا يمكن أن نسير في القراءة بسرعة العين، مما يزيد من سرعة قراءتنا. ومن الأسباب الأخرى التي تبطئ القراءة أننا نصر عادة على رؤية كل كلمة في السطر مع أن هناك الكثير من التكرار في الكلام الموجود في الكتب وغيرها لذا فإنه لا داعي لرؤية كل كلمة مكتوبة وفهم معناها بدقة، فمن الخطأ التركيز على قراءة الكلمات لأن الأهم منه قراءة الأفكار، وإذا ركزت في الكلمات الرئيسة في قراءتك فإنك تستطيع اختصار ٧٠% من الوقت، ومن ثم تستطيع مضاعفة سرعة قراءتك ثلاث أو أربع مرات، فأنت تقرأ لتفهم المادة المقروءة لا لرؤية كل كلمة. والمشكلة الثالثة التي تعمل على الإبطاء في القراءة أن العين لا تمر على سطر مكتوب بطريقة متصلة سلسة، وإنما هي تتوقف لبضعة أجزاء من الثانية في كل مرة لتركز على كمية بسيطة من السطر كي تراها، أي أن العين تقوم بعدة قفزات في أثناء القراءة. ولأننا نقرأ في قفزات فإن هناك دائما ما يغري العين بالرجوع إلى الخلف للتأكد مما إذا كنا قد رأينا أو فهمنا الكلمات السابقة أم لا، وهذا شيء مألوف لكنه ينقص سرعة القراءة بحوالي الثلث. إن القراءة السريعة تفيد في ثلاث نواح أولاها: أنها تجعلنا نتخلص من عملية الرجوع إلى الخلف في أثناء القراءة، وثانيها : أنها تبدأ بكسر الاعتماد على سماع الكلمات في الرأس، وثالثها: أنها تصبح عادة تقوم بها دون أن نلاحظ أننا نقرأ بسرعة. وقد وجد أن كثيرا من الأشخاص الذين تم تدريبهم على القراءة السريعة وصلوا سرعة ۱۸۰۰-۲۰۰۰ كلمة في الدقيقة،