إن الجيل الحالي يواجه تحديات لم تواجه نظيرها الأجيال السابقة، وصعوبة الأيام لا ينفعها الإيمان العادي لكنها تحتاج إلى إيمان قوي وعلاقة حقيقية عميقة مع الرب، فالإيمان الهش الضعيف لا يقوى أمام تيارات الحياة المختلفة وتجاربها الصعبة. بل سنذكر النصيحة اللازمة أمام كل تحدٍ من التحديات، وسنوجز التحديات في أربعة اتجاهات : إيمانية – علمية – اقتصادية - اجتماعية. أولاً: التحديات الإيمانية: أصبح التيار الإلحادي وإنكار وجود الله فكرًا يُحارب كثيرين من الشباب، ناهيك عن الإلحاد السلوكي وهو أنك تجد الشخص له إيمان بوجود الله ويتمتع بالخلاص ومقتنع بالحقائق الإيمانية ويحضر الاجتماعات الروحية، فأكثر ما يُعثر أنك تجد ذات الصراعات الموجودة بالعالم، وهذا يسبب صدمة أو عثرة أمام الشباب. وأن قصص الطوفان وسدوم وعمورة هي أساطير خيالية لتوضح غضب الله على الخطية، وللأسف كثيرون من الشباب يقتنعون بهذا الضلال، وتفقد كلمة الله مصداقيتها في نظرهم. وإن كانت هناك نصيحة أمام التحديات الإيمانية، فهي الإيمان بالله والثبات على كلمته والتمسك بها ضد التيار الليبرالي المنحرف الذي يشكك فيها. هذه الكلمة التي غيرت حياة الكثيرين عبر كل الأزمان. والتقوى مع الرياء، إلا أنها ما زالت المنارة التي يشع منها نور المسيح إلى العالم المظلم، ولا يصح أن نهجرها كما يفعل البعض اليوم، في العمل . تواجه ضيق من أجل إنك مسيحي فقط . وأنت كمسيحي أمام تحدي يقابلك في حياتك . تسمع كلمات وآراء قد تُزعجك وتؤلمك ولكن السيد المسيح قال ذلك ستكونون مُبغضين من الجميع من أجل اسمي ( لو 21 : 17) . هذا الموضوع لا يخصك فإنه يخص تماماً شخص ربنا يسوع . في البرامج والمقالات والمنشورات وأيضاً في وسائل المواصلات أنت مُبغض من الجميع . لماذا تآمر الرؤساء معاً على الرب وعلى مسيحه ؟ ( مز 2 : 2 ) يوجد إتجاه بين علماء الإسلام . بأن كل من يتكلم في الإسلام لا يحقق نجاحاً . بل إن كل من يهاجم المسيحية يُحقق نجاحاً وينتشر . على أهلك وأولادك وأصحابك ويجب أن تعرف ذلك . والمطلوب أن أعرف إيماني جيداً . ما أجمل كلام ربنا يسوع المسيح وهو يقول من يقول الناس إني أنا ( مت 16 : 13) ما هو إيمانك بربنا يسوع المسيح الذي مات وصُلب وتألم من أجلك ؟ فعندما تعترف بقلبك ولسانك تخلُص . التحدي العقيدي :- عدو الخير عندما أراد أن يحارب الكنيسة فإنه حاربها بعدة طُرق أولها حرب الإضطهاد . والآن أصبح هناك خطة تُدعى " اللاطائفية " . أي نِفرح بالمسيح ونبتعد عن الطوائف . بل نحن نتبع المسيح . هذا هو حرب اللاطائفية الذي يحاول أن يفقدك هويتك ويحاول يقنعك إنك مُتعصب ولا تقبل الآخر بدأ عدو الخير باقناعنا أن نكون مع المسيح وغير مهم العقيدة . هوذا كائن معنا اليوم عمانوئيل إلهنا الذي يرفع خطية العالم . نحن نؤمن أن ذبيحة الصليب مستمدة ومستمرة على المذبح إلى الآن وأننا نؤمن أن ما يُقدم لنا نفس الجسد المكسور ونفس الدم المسفوك والدليل أننا نقول " يا الذي بارك في هذا الزمان الآن أيضاً بارِك " . نقول " نؤمن أن هذا هو بالحقيقة آمين " . فعندما يشككك في العقائد والحقائق العقائدية لذلك نقول إحذر الآن من هذا الذي يُفقدك هويتك تُرى من يقول أن الكنيسة الأرثوذكسية مُتعصبة . تقليدية ولا تقبل أي تطور ؟ لذلك ينبغي أن يكون عندي وعي وأعرف الفرق بين الطوائف ولماذا . وما الفرق بين الكهنوت وأساسياته ؟ ما هي ركائز العبادة الأساسية ؟ وسمات التعليم الأرثوذكسي ؟ والتفسير الأرثوذكسي لكي تعرف كيف تميز كل الأمور . النفس الثابتة في الكنيسة وعرفت ربنا عن طريق الكنيسة وتعلقت بالأجبية وذاقت حلاوة الأسرار وتقابلت مع الغفران في التناول لا تقتنع أن تذهب في طريق غير سليم القديس أغسطينوس يقول { أنا لا أعرف الإنجيل إلا مشروحاً بالآباء . فالأرثوذكسي عنده مراجع وتفسيرات وإرشاد للتعليم . والكنيسة في الكتاب المقدس في كلمتين " كانوا معاً " ( أع 2 : 44 ) . ثانيًا: تحديات علمية: إن حالة التعليم في مصر تشبه السباق المحموم، فإذا أخذنا مثال الثانوية العامة التي فيها يحصل الطالب على أعلى الدرجات، وإن كنا نسوق نصيحة، فهي الاجتهاد، فالشهادة العلمية ليست هي نهاية المطاف، بل لا بد من متابعة كل ما هو جديد، ولا يغيب عنا أننا سماويون وأننا غرباء ونزلاء على الأرض. ولنحذر من أن نُبتلع في دوامة النجاح الزمني على حساب النجاح الروحي. ثالثًا: تحديات اقتصادية: فأصبحت المقولة: "الزواج للمقتدرين فقط"، فيها الكثير من الصواب. فكم من السنوات التي يحتاجها الشاب، لكي يجهز نفسه ماديًا للحياة الزوجية لكي يعيش فقط حياة عادية بسيطة. وعلينا أن نشكر الرب من أجل كل باب مفتوح للعمل. وقد يستلزم الأمر العمل في مجال غير مجال الدراسة، فليكن، أو قد ننجح وننمو في مجال عملنا، وليس أحد يصعد السلم من آخر درجة، والرب لن يفشل شخصًا أمينًا مجتهدًا في عمله. ويعوزنا التدرب على الاكتفاء، لأننا كشباب لا نحتاج لنصيحة عن الطموح، فهو يسري في دمائنا، كونوا مكتفين بما عندكم لأنه قال: لا أهملك ولا أتركك (عب13: 5). يعوزنا تبسيط تكاليف الزواج، عولمة . قَلْ جداً البريد في العالم لأنه أصبح هناك بريد إلكتروني . العلاج . تغيرت الدنيا من حولنا وهذا هو التحدي لأننا علينا أن نختار ما هو يناسبني . نِت . كمبيوتر . دِش . هل إنفتحت عينك على أمور سليمة ؟ هل عرفت أن تختار . يوجد حوالي 6 مليون شاب يتبع مايكل ﭼاكسون على سبيل المثال . تتبعه في كل أمور حياته . في لِبسه وشعره وتصرفاته . ولذلك في الكتاب المقدس نرى دائماً كلمة " أما أنتم " . أما أنتم لستم أبناء الليل بل أبناء النهار . عند التعامل مع الإنترنت يجب أن تعرف كيف تختار منه من يُناسبك بقدر الإمكان دون المساس بما هو خطر . إن كان نِت . دِش . هل الموبايل موجود في بلادنا للإحتياج ؟ هناك إحصائية تقول أن هناك 7 مليون خط موبايل في مصر . بينما هناك 8 مليون خط ثابت في مصر بعد 100 سنة من ظهور التليفون العادي . نزعة استهلاكية . تحقيق ذات وضياع للوقت إعرف كيف تستخدم إستخدام مفيد لحياتك . من الخطورة الشديدة في هذا الجيل السطحية في معالجة الأمور والتقليد . كل هذا العِلم والإنفتاح ولكن الإهتمامات بالأمور العليا بسيط جداً عند زيارة العالِم الكبير د/ أحمد زويل لمصر قام بزيارة للجامعة الأمريكية سُؤِل : لماذا لم تمد يد التعاون لقضية التعليم في مصر ؟ فأجاب : بأن مصر لم ترعى العِلم وترعى التعصب والإرهاب . فهي لا تتقدم أبداً . لم أشعر بأنهم فرَّقوا بين الأقباط والمسلمين وأنه في أمريكا لا يعرف أحد أنه مُسلم بل يعرفوا عنه أنه عالِم . وقال أن الناس وصلِت المريخ والعالم كله يتحدث عن هذا الخبر أما في مصر لم أجد أحد يكتب كلمة واحدة عن هذا الخبر . المُستحدثات تحتاج وعي . رابعًا تحديات اجتماعية وأخلاقية: في عصر تباعد فيه الناس، في عصر سادت فيه الإباحية وانتشرت عن طريق التكنولوجيا المتقدمة وأصبحت في يد الجميع، أصبحت هناك سرعة غير عادية في نظام الحياة، أمام هذه التحديات لا مجال للاستسلام، " كما أن قدرته الالهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة، فعلى قدر التحديات هناك معونات، فمصنع الله لم يصنع يوسف فقط الذي وقف وقفته الشهيرة أمام التجربة التي نُصبت له وقال "لا للخطية" التي عُرضت عليه فقط، أيًا كانت درجة الإغراء وأيًا كانت قوة نداء العالم، فنداء العالم يفقد تأثيره على المؤمن السهران، حيث الشركة الصادقة والمحبة الدافئة في عالم بارد تسوده الأنانية، بل نعيش بالمعونة الإلهية في نصرة حقيقية، بل روح القوة والمحبة والنصح (2تي1: 7). فالشباب يسافر إلى الخارج ويشاهد CNN. وهذا يتطلب منا أن نقدم أنشطة حية لبنيان وتأصيل الشباب روحيًا، أنه عصر المنجزات العلمية، وهذا يتطلب بدوره يقظة واعية بالفكر والروح والمراجعة المستمرة. وما يتسبب فيه من تأثيرات إعلامية سلبية تضر قيم وسلوكيات شبابنا (إباحية - عنف - جنس - إلحاد - وجودية) وتجعل الضرورة موضوعة علينا، لنقدم خدمة مشبعة تحفظهم فوق المؤثرات والمعثرات. هذه التحديات لابد أن نجد ما يواكبها من خدمات واعية وأنشطة ناضجة ومدروسة، بل مع نفوس أحبها المسيح، بعقول راجحة متميزة قادرة على الإفراز السليم لكل ما يصادفنا من خبرات وظواهر، وبمضمون عميق ليس فيه ضحالة. ولكن موقف العارف والمطلع والقادر على الاختيار بالبحث والدراسة ومواجهة مشكلات الواقع، لذا نحن مطالبون بنعمة المسيح أن تستثمر وسائل هذا العصر [كومبيوتر - فيديو - آلات تصوير المستندات - التلكس - الليزر - الفاكس - الكاسيت]. لما فيه خير الإنسان وخدمة الشباب، بل يجب أن نستخدم الوسائل المصرية التي يضعها العقل في متناول اليد. هناك أيضًا تحديات معاكسة للإيمان نظرًا لانتشار العقلانية والإباحية والمادية والنجاسة وظاهرة الإدمان، وإزاء هذه التحديات لابد أن نساند شبابنا ونحميهم من هذه المطاعن. لا شك أن هذه التحديات تحتاج إلى تفكير جديد ومتجدد، وتوعيته المستمرة خلال الخدمة المتكاملة. والآن، كيف نواصل خدمة الطفل والفتى والشاب في رحلة على الطريق إلى تحقيق المزيد؟ لكي تكون الكنيسة على أتم استعداد لاستقبال القرن الحادي والعشرين بكل ما يحمل من تحديات جديدة، الأمر الذي يستلزم وضع أساسات البناء والعمل السليم في شتى الخدمات والأنشطة كوعاء يتربى فيه العضو المسيحي، كذا ولن يقتصر النشاط على الايجابيات فقط وكأننا جميعًا مثاليون، بل بالملاحظة التي تلدها الممارسة باستمرار، حتى تعمل نعمته وتلمس الثمار، بقوة الروح والفكر النابع عن قوة الإدراك والفهم وتجميع الطاقات والمواهب ومساندتها بالفهم الروحي، مع الحرص الشديد على اعتبار أن كل نشاط وخدمة هو عمل إلهي، الأمر الذي يستلزم الروحانية وحياة التقديس والقدوة، دون أن يستبعد المشاركون في هذه الأنشطة للجفاف والبريق الخادع، حجتي لا تتحول هذه الأنشطة والخدمات إلى روتين جاف بلا روح!! بل في حكمة وتدبير كنسي نحول كل نشاط إلى عمل روحي هادف، تدعونا بالأكثر إلى مزيد من الترتيب واللياقة لإلقاء بذار المعاني الروحية في كل نشاط وخدمة، من أجل حراسة نفوس كثيرة والاهتمام بحياتها الروحية، ولكنها لا بد مستطيعة أن تقدم مسيحها المحب والحنون لكل احد، وتسعى في كل اتجاه إلى اكتمالها بهم، لكن لا بد من الخبرة الروحية والقدوة والروحانية،