قصة "حادثة" للكاتب المصري “نجيب محفوظ” حول حياة رجل مجهول الهوية. وذلك لتحقيق أمله الكبير في توظيف ابنه وزواج بناته. يظهر هذا الرجل كشخص يمتلك قوة استثنائية من الصبر والعزيمة. فمنذ البداية صور الكاتب فقر الرجل وحالته المادية الصعبة بقوله “ كان يتكلم في تلفون الدكان بصوت مرتفع” أي أن الرجل لا يملك هاتف خاص به. لحظة الحادث وقد وصف الكاتب الرجل “كشيء” بعد اصطدامه عند قوله “ثم يهوي في الهواء كشيء” لإبراز شدة الصدمة والفظاعة التي عاشها الرجل بعد اصطدامه، واستخدم الكاتب هذا الوصف لجعل القارئ يشعر بأن الرجل أصبح مثل “شيء” بمعنى أنه فقد السيطرة على نفسه وأن جسمه يُلقى في الهواء كما لو كان شيئًا غير حي. يُظهر هذا الوصف القوة الهائلة للصدمة وكيف يمكن أن تنقلب حياة الإنسان رأسًا على عقب في لحظة واحدة. وبعد وقوع الحادث اجتمع الناس حول الرجل الملقى على الأرض “وجاء شرطي مسرعاً وفتح له وقع قدميه ثغرة في السور الآدمي” لبيان كثرة الناس حول الرجل المصاب من خطورة وتأثير الموقف. وبعد نقله إلى المشفى تتضح خطورة حالته مما يوضح استلزام التدخل الطبي الفوري والعناية الشديدة به. بعد موت الرجل ومفارقته للحياة حاول الشرطي العثور على هويته و وجد رسالة في جيبه، تبين للشرطي أن هذه الرسالة كانت تعبيرًا عن سعادة الرجل وأمله الكبير بعدما تخطى التحديات والصعاب في حياته وتحقق أكبر حلم له وهو توظيف إبنه وزواج بناته وقد بدأت الرسالة بقوله “تحقق لي أكبر أمل في الحياة” لشدة سعادته وارتياحه بعد مشقه وعناء والسعى لمدة طويله لهذا الهدف . كما كشفت الرسالة عن خطوته المستقبلية في التقاعد والعودة إلى بلده، والتخلي عن وظيفته ولكن في النهاية تضل هوية الرجل مجهوله . نرى كيف يمكن للأحداث المأساوية أن تكشف الجوانب الإنسانية المختلفة من الألم والأمل. القصة تسلط الضوء على أهمية التفاؤل والأمل حتى في أصعب الظروف، وكيف يمكن للأمل أن يكون محفزًا للبقاء قويًا في وجه التحديات. إنها قصة تذكرنا بأهمية التقدير للحظات السعيدة والأمل في مستقبل أفضل،