لقد جذبت المدينة والظواهر الحضرية اهتمام علم الاجتماع منذ نحو قرن، مُشكّلة تخصصًا قائمًا بذاته يُسمّى علم الاجتماع الحضري. ساهم مفكرون كبار أمثال ماكس ويبر، وماركس، وزيميل في تأسيس هذا التخصص، مُركزين على إشكالية التحضر وآثاره. ناقش ماركس المدينة والطبقات الاجتماعية في سياق الثورة الصناعية وتأثير التحضر السريع على العلاقات الاجتماعية والثقافية. أما زيميل، فرأى في المدينة الكبرى فضاءً يُحدد فيه التفاعل بين الأفراد مفهوم المجتمع عبر عمليات القرب والبعد الاجتماعي، مُشددًا على أن المدينة ليست مجرد مساكن ومرافق، بل فضاء للعلاقات الاجتماعية المتباينة.