لقد كانت البدايات الأولى للتفكير الفلسفي عند اليونان في القرن السادس قبل إطلاقه، مع من كان يطلق عليهم الحكمين أمثال طاليس وهيراقليطس. وقد ساهمت عدة عوامل في تطور الفلسفة عند اليونان؛ منها الاستفادة من الثقافات وعلوم الحضارات الشرقية القديمة، كالحضارات البابلية بما فيها والفرعونية، إلا أن ما يميز الفكر الشرقي القديم هو ارتباطه بالدين و الأساطير من جهة، وارتباطه بالأهداف والغايات الاقتصادية وطريقة من جهة أخرى، بينما تميز الفكر الفلسفي عند الإغريق بقدرته على الوصول. على التجريد والشمولية وبناء حقوق الإنسان. ومن المتطلبات الأساسية لظهور الفلسفة في جميع أنحاء اليونان هو ظهور نظام الدولة - الذي أدى إلى انتشار السلطة السياسية من جهة ما، وانتشار الثقافة من جهة أخرى، مما أدى إلى انتشار الفكر السياسي والنقد الفكري والرأي العام الذي كان يطال كل القضايا السياسية والاجتماعية وكتبت، والتي كانت ساحة المعركة (الأغورا) مسرحها الأساسي. إن أهم ما يتطلبه التفكير الفلسفي عند اليونان هو طلب المعرفة لذاتها. فقد كانت فلسفة الحكم الطبيعي متجهة نحو العالم الخارجي ودراسة نشأة الكون وتفسير الطبيعة بإرجاعها إلى مبادئها الأولى مثل: الماء والهواء والنار والأرض. وبعدهم جاء فريق آخر من الفلاسفة أطلق عليهم اسم السوفسطائيين في القرن الخامس قبل الميلاد، برعوا في الجدل والخطاب واستغلوا عملهم في الكسب المادي. ثم ظهر سقراط (468 – 399 ق) فغير الدراسات الفلسفية من دراسة طبيعية إلى دراسة الإنسان، وبحث في العلوم إلى بحث في السياسة والأخلاق، لذلك فهو بالفعل أنزل الفلسفة من السماء إلى الأرض، ومن بعده جاء أفلاطون وما بعده من طبيعة للفلسفة، ووضعها في استيعاب موضوع الطبيعة والنفس والأخلاق وما بعد (الميتافيزيقا). وفلسفة في أصلها الاشتقاقي عند اليونانيين من philia و تعني محبة و صوفيا وتعني الحكمة. و هكذا ففيلوسفيا فلسفة تعني محبة الحكمة أو السعادة و راء المعرفة دون ادعاء يمتلكها.