بعد أن تأزّم الوضع بين الرسول وقرّائه. ثم يُشار إلى المستوى الذي عليه تقوم الرسالة. نجد ضمير المتكلم المفرد وضمير المتكلّم الجمع). سلطته حكمة ومشورة وتنبيه. سلطته والثقة بنفسه ترتبطان بأمانته لتقليد تسلّمه، هو يشرف على الجماعة ويوجّهها. وجّه كلامه إلى قرّائه: السيدة المختارة وأبناؤها. كانوا يشخّصون الجماعة على ما في العالم اليهوديّ. رج 1بط 5: 13 في كلامه عن "كنيسة بابل وهي مثلكم مختارة من الله". نحن في كلا الحالين أمام كنيسة محلّية. كتب الشيخ إلى الكنيسة لا إلى أسرة محدّدة. مثل هذه المعرفة تذهب أبعد من أمور نتعلّمها أو عقائد، يرتبطون برباط الحبّ المتبادل الذي يوجد بين الشيخ وجماعته. كما لا يُذكر في رسائل البولسيّة. هي مختارة لأنها كريمة في عين الرب فتتميّز عن جماعات ضالة ومنفصلة، ولا على كل فرد في الجماعة، بل على جماعة محليّة (أو جماعتين تكتب الواحدة إلى الأخرى). ولكنها ترتدي هنا معنى هجوميًا: لا حقّ إلاّ في جماعة يوحنا، وهكذا نكون بالأحرى أمام وعد. تكون النعمة والرحمة والسلام معنا بالنظر إلى الحقّ الذي يثبت فينا. لتدلّ على خيرات ينالها الأمناء للشيخ "من" الله الآب. . إن الآب يعمل بالابن، لأن الذي يعترف بالابن والابن المتجسّد، نحن ننال هذه الخيرات حين نكون أمناء للحقّ وللجماعة اليوحناويّة التي تعيش المحبّة. نجد عند بولس "النعمة والسلام". هو الله الآب وابنه يسوع المسيح. الآب هو أبو يسوع المسيح. في العهد القديم استعملت لفظة أب لتدلّ على الله. علاقة محبّة بين الله الآب والله الابن. وهو أب للابن الوحيد كما للمؤمنين. فمن رفض الابن رفض الطريقة التي بها كشف الله عن نفسه كأب. أما الشيخ فاستعمل عبارة ثالوثيّة تذكر الآب والابن وتجعلهما على المستوى الواحد. وقال إن يسوع هو ابن الآب. وإن بركات الآب والابن تكون مع المؤمنين في الحقّ والمحبّة. ويفرح الكاتب لأن المضلّلين لم ينجحوا في اجتذاب الجماعة إلى الضلال والكذب. ذاك هو الحبّ: أن تسلك بحسب وصاياه. وقد يكونون زاروه وعادوا إلى كنيستهم مع رسالة تهنئة. وشعر أن ما هو حقّ بالنسبة إليهم، هو حقّ بالنسبة إلى الكنيسة بشكل عام، فرح أحسّ به الكاتب في الماضي، والذين يعيشون بهذا الشكل يمتلكون عن وصيّة الآب. ولكنه يحسّ بضرورة تكرار هذه الوجهة الخاصّة (للعيش بحسب الحقّ) من أجل خير الكنيسة ككلّ. أما كلمة "انتولي" فهي تدلّ على تعليم تسلّمناه، هي تعليم (آ 9- 10) أمين للتقليد الرسوليّ كما تسلّمته الجماعة من الآب بواسطة الابن في شأن الابن. أو من الآب بواسطة الابن القائم من الموت، بل من الآب بواسطة الابن الذي تجسّد (آ 7). قدّم الشيخ تحريضه الأول إلى الكنيسة ككلّ. بل يوجّه كلامه إلى كل أعضاء الجماعة، ويدعوهم إلى العيش مثل أولئك الذين اتّصل بهم أو اتصلوا به. بما أن لفظة "حبّ" تجمل أكثر من معنى، وبما أن المحبّة لها أكثر من وجهة، نبّه الشيخ إلى سمة خاصة رآها ضروريّة. السلوك مع فعل باريباتيو) حسب وصايا الآب. بحيث إن المحبّة هي كمال الشريعة. أراد بولس أن يبيّن أن كل الوصايا تنبع من المحبّة ويُنظر إليها على أنه تعبير عن المحبّة. لا حقيقة إلاّ التي أوصاها الله في يسوع المسيح، وهي تشير إلى التعليم الكرستولوجي كما إلى المحبّة الأخويّة (أمران مهمّان في الجماعة التي يكتب إليها يوحنّا). فالمسيحيّ لا يمكنه أن يعترف بالايمان بمعزل عن الممارسة. إن أراد أن يبيّن صدق اعترافه بالمسيح الذي جاء في الجسد، بما أن يسوع تجاوب مع حبّ الآب للبشر فصار انسانًا، فجواب الانسان على حبّ الله لا يكون صادقًا إلاّ إذا تجسّد هذا الحبّ في العمل (محبّة القريب) ولم يتوقّف عند الكلام والخطب الرنّانة. فاستعمل الكاتب ذات العبارات اللاهوتيّة ليردّ على المضلّلين. خرجوا إلى العالم مثل مرسلين لهم نظرتهم الخاصّة إلى المسيحيّة، بحيث لم يعد هناك من وحدة بين المسيح الالهي ويسوع البشريّ. فاستبعد مثل هذا التفسير لشخص يسوع. بحيث اعتبر أن كل من أخذ به هو خادع ومضلّل، نحن هنا أمام إشارة إلى من يقاوم مقاومة جذريّة التعليم الصحيح حول يسوع المسيح، وإن قال إنه مسيحيّ وإنه يمتلك الحقيقة حول يسوع. على مستوى الأعمال (آ 8، 11) وعلى مستوى التعليم (آ 9) الذين ينتميان إلى موضوعي الدينونة الخلاص، دون أن ننسى الثواب الذي يرتبط بالأعمال (رج مت 5: 12؛ ولكن إن أخذ القرّاء بالتعليم الكاذب رغم التنبيه، من أن تبتعد هذه الجماعة عن الحقيقة التي سُلِّمت إليها. يقول يوحنا هنا إن قسمًا من الثواب سوف يُخسر. يُقطع من العلاقة مع الله. هنا يُذكر الآب والابن معًا كما في 1يو 2: 23. لكن الشيخ يقول: من لم يفهم فهمًا صحيحًا من هو يسوع المسيح، لأن الابن هو الطريق الوحيد إلى الآب (يو 14: 6؛ فمن المستحيل أن نفصل الآب عن الابن في الخبرة المسيحيّة. لهم شركة روحيّة مع الآب والابن معًا. تعود بنا آ 10 إلى وضع ملموس في الجماعة، وهكذا بدت جماعة يوحنا منغلقة على ذاتها، هذا يفترض أن الجماعات المسيحيّة الأولى (ولا سيّما اليوحناويّة منها) انفتحت على الخارج، قد يكون بيت كل واحد من المؤمنين. وقد يكون البيت الذي فيه تجتمع الجماعة. إن الشكل السلبي للفعل (لا يحمل) يفهمنا أن هذا الانسان لا يعترف بالمسيح الذي جاء في الجسد (صار بشرًا، أو هو يعترف بالمسيح ليس المسيح الذي تؤمن به الجماعة. إن عبارة "حمل التعليم" تعني قدّمه أو نقله إلى جماعات مكوّنة. وهذه الضيافة لا تتقدَّم إلى المنادين بتعليم كاذب. فحتّى سلامنا يمكن أن يكون علامة تشجيع لهم. من الواضح أن الشيخ يهتمّ بالخط على أعضاء الجماعة إن هم تعاملوا معهم. والذين يساعدونهم بهذا الشكل يقعون تحت الحكم الذي يقع تحته المعلّمون الكذبة أنفسهم. فعلى الجماعة أن تحفظ نفسها من التلوّث بالضلال. تحرَّم كل مشاركة مع هؤلاء المضلّلين. أعلن الرسول أنه يزور الجماعة "ليكون فرحنا كاملاً" (1 يو 1: 4). فهو واثق كل الثقة بأمانتها للحقّ، ففرحُ الشيخ بالكنيسة، إن المقابلة بين نهاية 2 يو ونهاية 3 يو، اتخذ يوحنا قرارة فما أطال الكتابة، وفعل "أرجو" (إليزو) قد يعني الثقة التامة أو الأمل الذي لا يشك يشعر به. هذا يعني أن كل جماعة منشقّة أو ضالة ليست مختارة.