مفهوم الشعر عند الرومنطيقيين إنّ فكرة ربط الأدب بالواقع الاجتماعي والثقافي بأبعاده المتعددة، وتحميله وظيفة تغيير هذا الواقع هي جوهر النظرية الرومانسية، فمن هذه الفكرة انطلقت الرومانسية لمعارضة أشكال الأدب السابقة عليها خاصةً الكلاسيكية، فكان الإنتاج الأدبي عاكساً لحركة الحياة والمجتمع وتطوراتها ومُمثّلاً على وجه الخصوص للطاقة الثورية فيها المتمثلة بإرادة التغيير، فضّلت الرومنطقية الشعر على غيره من الأنواع الأدبية حتى كادت أن تنفرد به، وقد ظهرت في الشعر الرومنطيقي صفات خاصة ميزته عن غيره وأظهرت أبرز مبادئ هذا المذهب وهذه الصفات هي:العاطفة: امتلأ الشعر الرومانسي بعواطف اللذة والألم، كما عُدّت العاطفة مادة الحياة عندهم، فالرومنطيقية قادرة على تهذيب العواطف وتقويم الأخلاق. الخيال: فرّق الرومانسيون بين الخيال والوهم؛ فالوهم هو الفن الرخيص الذي يرضي شهوات عالم الحس، في حين أنّ الخيال الذي اعتمدته الرومنطيقية هو الذي يكون وسيلة لطلب الحقيقة، فالخيال هو مبدعة تنفذ من أسرار الخلق إلى الصميم. الصدق: ربط الرومانسيون الصدق بفكرة الحرية فالشعر الصادق هو الذي يعبّر عن عاطفة قوية وعن وجدان قويّ وشخصيّة متفردة فالشعر الصادق هو الذي يؤلف بين الحقائق هكذا يكون الجمال صادراً عن عن نفس الشاعر ومنعسكاً على الحياة. أبرز الأغراض الشعريّة عند الرومنطيقيين ارتكزت الأغراض الأدبية في الشعر الرومنطقي على ما اعتنقه هذا المذهب من أفكارٍ ظهرت في شعرهم، ومن أبرز الأغراض الشعرية:الأنا: شكلت النفس البشرية وما يخالجها من عواطف وأحاسيس موضوعاً مهماً للأدب الرومنطقي، فهم يرسمون أشواق النفس ومشاعرها وتطلعاتها ونزواتها، وهذا جعل الأنا تشكّل محوراً قائماً في إنتاجهم الأدبي والشعري. الطبيعة: كانت النظرة الرومنطيقية إلى الطبيعة تتمثّل باعتبارها كائناً حياً، فهو يرى فيها أصله ويعتبرها أمّه االحنون، فالطبيعة تُستحضر في الشعر باعتبارها ملجأ الشاعر ومهربه في صخرة النجاة ومهد القيم الأصيلة، فالعودة إلى الطبيعة كفيلة بتحقيق السعادة التي ينشدها الرومنطقي، فالسعادة عنصر مفقود وجده الرومنطيقيون في الطبيعة. الحب: يشكّل الحب محوراً أساسياً من محاور الأدب العربي قديمه وحديثه، فالرومنطيقي العربي لم يتعامل مع الحب تعاملاً بلاغياً فحسب بل كان تصوّره له تصوّراً وجودياً فلسفيًا، فالحب لديهم رغم أنّه علاقة بشرية وأرضية إلا أنّه في أصله وجوهره قوة سماوية تنزل على الإنسان كما ينزل الوحي على الأنبياء. وظيفة الشاعر الرومنطقي تُعد وظيفة الشاعر أو الكاتب الرومانسي انعكاساً لتصور الرومانسيين عن ماهية الأدب ومضمونه وطريقة التعبير عن هذا المضمون، فإن كان الأدب تصويراً لخلجات النفس وتطلعاتها فإنّ وظيفة الأديب أن يشاطر العالم عوالم نفسه، وإن كان الأدب تساؤلًا عن حقيقة الموجودات فإنّ مهمة الأديب الإبانة عن الصلات التي تربط أعضاء الوجود ومظاهره،