عرض حول وسائل الخطاب الأسري مقدمة الأسرة هي النواة الأولى في بناء المجتمع، ويعد الخطاب الأسري الوسيلة الأساسية لتحقيق التفاهم والانسجام بين أفرادها. عندما يكون التواصل في الأسرة فعّالاً، فإنه يعزز من قوة العلاقات ويقلل من التوترات والمشكلات. لم يرد مصطلح الأسرة في القرآن الكريم، وإنما وردت الكلمة في الحديث النبوي في موضع واحد يدل على جماعة الرجل، ومن ثمّ، فلا يمكن الاستدلال على اهتمام القرآن بالأسرة أو عدم اهتمامه بتكرر «المصطلح» لفظا، والمقاصد التي ينبغي التأطر بها، لهذا نجد إحدى الباحثين فضلت أن تسمي هذا الضرب من النظر ب «المفردات القرآنية في موضوع الأسرة»، أي المفردات التي تشكل مدلول الأسرة. و في هذا العرض، محاور العرض : المطلب الأول : مفهوم الأسرة و أهمية التواصل الأسري ثانيا: التعريف الاصطلاحي ثالثا: الأسرة والامتداد العلائقي: ✦الفقرة الثانية :أهمية الأسرة و التواصل الأسري أهمية الأسرة في المجتمع أهمية التواصلالأسري : ✦الفقرة الأولى : مفهوم الأسرة أولا: التعريف اللغوي لو تأملنا الأصل اللغوي للكلمة، ومنه الأسير، وفي القرآن الكريم: ﴿نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ﴾، أي شددنا خلقهم: وأسرة الرجل: عشيرته ورهطه الأدنون لأنه يتقوى بهم، والأسرة أيضا الدرع الحصينة . ومعاني الشد والإمساك والأسر تحيل إلى معاني سلبية وإيجابية؛ ومن ثم تحيل الدلالة إلى أن اختيار الأسرة أنموذجا للاجتماع بين الرجل والمرأة  تقييد لحرية الفرد، إلا أن المعنى الإيجابي لهذا الأصل اللغوي يدل أيضا على أن الأسرة يشد بعضها بعضا، فالأسرة هي الدرع الحصينة لأنها تحمي أفرادها داخل حِصنها المنيع، وهذا المعنى هو الذي نجده مثلا : «وفلان ذو أسرة كريمة؛ كأن أسرة الرجل ما هو مأسور به، إذ الرحم رباط قوي يورث صلابة وشدة في العلاقة والروابط. ثانيا: التعريف الاصطلاحي لم يرد مصطلح «الأسرة» في القرآن الكريم، كما سبق بيانه، لكنه كان اصطلاحا معروفا عند العرب يدل على جماعة الرجل، وتطلق العرب كلمة الأسرة للدلالة على قدر من التجمع البشري، ذكر وأنثى، ومحدد الأولاد، وهو النشوء عن العلاقة الزوجية. ولو تأملنا بعض التعاريف المعاصرة للأسرة في التداول الإسلامي، لتبين لنا أنها تقوم في جملتها على أساس الرابطة. فأركان الأسرة من المنظور الإسلامي تتمثل في: قيام الرابطة على قصد التأبيد لا التأقيت. الرغبة في المكاثرة الكمية والكيفية بأبناء الصلب. ثالثا- الأسرة والامتداد العلائقي: تتداخل فيها العلاقة الزوجية بعلاقة المصاهرة والنسب، والانضباط بهذه الحدود الشرعية والضوابط الأخلاقية يحفظ هذا التشابك الأسري وينمى هذا التآصر العائلي بين مختلف محددات الأسرة الكبيرة (الممتدة) أو الصغيرة (النووية). ومن ثم، فإن بوصلة الأسرة في القرآن موجهة دائما نحو قبلة الأمة القطب، بغية النهوض والشهود، حتى تتميز الجماعة الأسرية عن غيرها من جهة، فدون جماعة سوية لا يمكن الحديث عن مجتمع راشد، وعليه؛ فإن الاعتناء التشريعي بالأسرة كان من أجل تثبيت ماهيتها، وتجلية المساحات العلائقية وحدودها، والتركيز على أنها امتداد واتساع نحو أمة الرسالة والبلاغ والشهود. لذلك لم يكن غريبا أن جعل الإسلام لكل دائرة من دوائرها المبثوثة أحكاما وتشريعات دقيقة تحكم بناءها وتربطها بسابقتها وتصوبها نحو الدائرة الكبرى (الأمة) والرسالة الأسمى، ✦الفقرة الثانية :أهمية الأسرة و التواصل الأسري ●أهمية الأسرة في المجتمع وهي أساس الاستقرار في الحياة الاجتماعية. تُعتبر نشأة الأسرة وتطورها ثمرة من ثمرات الحياة الاجتماعية. تُعتبر الأسرة الإطار العام الذي يُحدّد تصرفات أفرادها فهي التي تُشكّل حياتهم، والأعراف، ولكلّ أسرة بعض الخصائص الثقافية الخاصة. تؤثّر الأسرة فيما عداها من النظم الاجتماعية الأخرى وتتأثر فيها؛ تُعتبر الأسرة وحدةً اقتصاديةً، واجتماعيةً، ونفسيةً؛ يُمكن اعتبار الأسرة وحدةً إحصائية؛ ويُمكن اتخاذها كذلك كعينة للدراسة والبحث وعمل المتوسطات الإحصائية؛ كما تتجلىأهمية الأسرة تربوياً للتربية هدفان أساسيان هما؛ والمساهمة في ترقية المجتمع وتطويره، تكمن أهمية الأسرة في أنّها تبني شخصية الطفل اجتماعياً ونفسياً لكي يكون قادراً على القيام بدوره في المستقبل، فيتمّ تعزيز قيم ومبادئ الاحترام والتقدير لذاته وللآخرين، ●أهمية التواصلالأسري : 1. يعد التواصل الأسري أساس للعلاقات الأسرية الحميمة البعيدة عن التفرق والتقاطع كما يساعد على نشأة الأبناء نشأة سوية صالحة بعيدة عن الانحراف الخلقي والسلوكيو يخلق التفاعل بين الطفل وأبويه مما يساعدهما إلى دخول عالم الطفل الخاص، ومعرفة احتياجاته فيسهل التعامل معه . كما أنه يجعل من الأسرة كالشجرة الصالحة التي تثمر ثماراً صالحة طيبة ، لذلك الحوار الأسري يجعله فرد معتز بنفسه واثق من نفسه و منه يتعلم كل فرد في الأسرةأهمية احترام الرأي الآخر ، المطلب الثاني :وسائل الخطاب الأسري ✦الحوار المفتوح والمباشر :معنى الحوار لغةً واصطلاحا : والمحاورة : المجاوبةوالتحاور والتجاوب . فالمحاورة هي المجاوبة، أو مراجعة النطق والكلام في المخاطبة والتحاور والتجاوب ، وكدا الإنصات الفعّال لكل فرد والابتعاد عن المقاطعة أو النقد الجارح. والاستماع الفعال ، ✦استخدام لغة الجسد الإيجابيةو التواصل البصري لتعزيز الثقة إضافة إلى تعبيرات الوجه التي تعكس الاهتمام والتفهم. ✦التشجيع والتقديرالإشادة بالجهود والمواقف الإيجابيةو تعزيز الثقة بالنفس من خلال كلمات الدعم. ✦استخدام وسائل الاتصال الحديثة بحكمةو إرسال رسائل نصية ودية بين أفراد الأسرة. و استخدام التطبيقات للتواصل مع الأبناء البعيدين. و من بين معيقات التواصل الأسري نجد فتتضح على ملامحها الحياة التعيسة البائسة وذلك لأنهم كثيراً ما يعقدون مشكلاتهم ويزيدونها توتر عن طريق التواصل اللفظي الخاطئ ؛ ●نماذج عملية لتحسين الخطاب الأسري الموقف الأول: عند وقوع خطأ من أحد الأبناء، الموقف الثالث: استخدام كلمات إيجابية مثل: "أنت مميز"،