وحدة : مدخل إلى علم االجتماع األستاذ : محسن محمد الرحوتي السنة الجامعية -2023 2024 االتجاهات الكبرى في الفكر االجتماعي قبل نشأة علم االجتماع I. تصور المجتمع كنظام طبيعي - تلقائي -3 جان جاك روسو الشروط المعرفية و التاريخية لنشأة علم االجتماع I – الثورة الصناعية II – الثورة المعرفية و العلمية االتجاهات الكبرى المؤسسة لعلم االجتماع القسم األول : االتجاه الكلي - holisme le I – مساهمة أوغست كونت II – مساهمة كارل ماركس III – مساهمة إميل دوركايم القسم الثاني : االتجاه الفرداني - individualisme’l I- مساهمة ماكس فيبر II- مساهمة جورج زيميل 1- Aron (Raymond) , Les étapes de la pensée sociologique , Gallimard, Paris, 1967. 2- Nisbet ( Robert), La tradition sociologique , PUF, Paris, 1993. 3- Berthelot ( Jean-Michel), La construction de la sociologie, PUF, Paris, 1993. 4- Rocher ( Guy), Tom 1 : l’action sociale. Tom 2 :l’organisation sociale. Tom 3 : le changement social. Edition HMH, Paris, 1968. -1 تيماشيف ) نيكوال(، نظرية علم االجتماع: طبيعتها و تطورها، ترجمة جماعية، الجامعية، اإلسكندرية، مصر، -2 نبيل عبد الحميد عبد الجبار، تاريخ الفكر االجتماعي، دار دجلة ، بغداد ، العراق ، -3 جيدنز ) أنطوني(، علم االجتماع، ترجمة فايز الصياغ، المنظمة العربية للترجمة، بيروت، -4 جيدنز ) أنطوني(، مقدمة نقدية في علم االجتماع، ترجمة جماعية، االجتماعية، جامعة القاهرة، مصر، -5 محمود عودة، أسس علم االجتماع، دار النهضة العربية للطباعة و النشر، بيروت، -6 عبد الباسط عبد المعطي، اتجاهات نظرية في علم االجتماع، سلسلة عالم المعرفة، العدد ، -7 بودون ) رايمون( و بوريكو )فرانسوا(، المعجم النقدي لعلم االجتماع، ترجمة سليم حداد، المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر و التوزيع، بيروت، ملحوظة: بالنسبة للكتب الكالسيكية ، المتعلقة بكبار المفكرين و علماء االجتماع ، االتجاهات الكبرى في الفكر االجتماعي قبل نشأة علم االجتماع فرض االجتماع اإلنساني منذ بداياته على البشر، ضرورة التفكير فيه إلعطائه معنى و داللة ، تفسيره. فنجد أن المنظومات المعرفية المختلفة من أساطير، ديانات، فلسفات. تحوز بهذا القدر أو ذاك، بشكل مباشر أو غير مباشر على أفكار اجتماعية. – sociologie la في إطار تطور هذا التفكير االجتماعي sociale pensée la لكن مع حيازته على و عليه يمكن القول، أن علم االجتماع لم يأت من فراغ أو عدم معرفي nihilo-ex، اجتماعي سابق عليه، و خاصة ذلك التي أنتج من داخل الفلسفة. من مالمح هذا التفكير االجتماعي الما- قبل سوسيولوجي، I – تصور المجتمع كنظام طبيعي تلقائي: -1 أرسطو : ) 384ق. م - 322ق. م(. تظهر األفكار االجتماعية ألرسطو بكثير من الوضوح والجالء في كتابه " في السياسة – Politique ". فهو يرى بأن اإلنسان مجبول على العيش مع آخرين . فهو اجتماعي بطبعه. المجتمع البشري عنده هو نظام تلقائي- طبيعي naturel et spontané ordre un ، لقاء أولي بين الذكور و اإلناث بهدف التناسل و التكاثر، تعيش في قرى و بلدات villages les، هذه الدولة باعتبارها سلطة سياسية هدفها و غايتها هو تحقيق حياة الئقة و فاضلة لمواطنيها. عند أرسطو علم عملي يروم تحقيق الخير و السعادة لمجموع المواطنين في مجتمع ما. يستمر إذا لم يتحقق فيه العدل و الفضيلة و احترام القوانين. و الوسيلة لذلك هي السياسة. ) المجتمع( و السياسة متالزمان بشكل طبيعي عند أرسطو ليستمر الوجود االجتماعي اإلنساني مع كل القيم المثلى المرتبطة به: الحق، الخير، الفضيلة، العدل، الجمال. ففي نظره، أسرة. بدون مدينة. بدون قانون . بدون رابط سياسي يبقى بدون انتماء و ال قيمة. إزعاج و قلق لغيره من البشر. dégradé أو ككائن فوق- إنساني. هو " إما حيوان أو إاله". لذلك فاإلنسان ال تكتمل إنسانيته إال إذا عاش في مجتمع. و ارتباطات اجتماعية ؛ أ- االرتباط النافع : هو عالقة اجتماعية تنبني على أساس تبادل منافع، مصالح، و خدمات. ب- االرتباط الممتع : هو عالقة اجتماعية تنبني على أساس المتعة و االستمتاع plaisir le، االستمتاع بالمناقشة و تبادل األفكار، االستمتاع باللعب، االستمتاع بالملذات الحسية ) الطعام، ت- االرتباط األصيل: هو العالقة الحقيقية ، بما أنها ارتباط باآلخر لذاته. لما هو في ذاته كالمحبة. هذا االرتباط هو التجسيد األمثل للفضيلة بما أنه يساهم في تكريس الخير العام و ليس المصلحة هذه األنواع الثالثة من االرتباط االجتماعي تضمن استمرار المجتمع/ المدينة خاصة إذا اشتغلت بشكل من خالل نموذج أرسطو ، التفكك، مما من شأنه أن يهدد إمكانية اإلنسان لعيش حياة خيرة و فاضلة. -2 عبد الرحمان بن خلدون ) -1332 1406(: بعد سقوط الجزء الغربي من اإلمبراطورية الرومانية تحت ضربات القبائل الهمجية ) جرمان، وندال، قوط. ( في أواسط القرن الخامس الميالدي، و انكفائها إلى الشرق في إمبراطورية أصغر، إسم اإلمبراطورية البيزنطية التي لم يكن لها زخم حضاري كبير. أثرت في تاريخ اإلنسانية بشكل كبير، العلمية، العمرانية و االقتصادية. ضروب المعرفة و العلوم . مساهمته من األهمية بمكان ، االجتماعي اإلنساني ككل . في واقع األمر، كان االهتمام األول و األساسي لدى ابن خلدون هو علم التاريخ. بهدف كتابة كتابه " العبر ". حكي الحكايات، السرد و الوصف، نقل األخبار ال أكثر ، و الغرابة لدرجة أن العقل السليم ال يمكنه قبول ذلك و اإلقرار به. لذلك سيعمل ابن خلدون على إعادة بناء علم للتاريخ يبحث في أسباب و علل الوقائع التاريخية، أنها ال تحدث بمحض الصدفة أو بسبب قوى مجهولة بل نتيجة ألسباب موجودة و كامنة في المجتمعات البشرية ذاتها. فالظواهر االجتماعية اإلنسانية مرتبطة بعضها ببعض، بحيث لكل ظاهرة سبب، ظاهرة هي سبب ألخرى. و بما أنها مترابطة سببيا فإنها تكون بالضرورة خاضعة لنظام معين . معين تحدث بموجبه، و يتكرر بموجبه هذا الحدوث. غير أن ابن خلدون سيجد نفسه أمام مشكلة ذات طابع معرفي و منهجي، التالي: كيف السبيل لكشف تلك االنتظامات التي تحكم الوقائع االجتماعية و التاريخية علما ان هذه األخيرة هي كثيرة. متناثرة. متفرقة. لذلك وجد ابن خلدون نفسه في حاجة إلى علم يساعده في ذلك. " المقدمة " الذي بسط فيه أسس هذا العلم الجديد مع تحديد لموضوعه و قواعده المنهجية. - موضوع علم العمران البشري: يحدد ابن خلدون موضوع هذا العلم في كل ما يهم االجتماع البشري و ما يرتبط به من ظواهر سكانية، اجتماعية، سياسية، اقتصادية، ثقافية. طبيعية بل تنتج عن االجتماع البشري وحده و بحكم طبيعته و ليس عن مصدر آخر غير هذا االجتماع. هذه الظواهر هي ما يسميها "بواقعات العمران البشري". - منهجية ابن خلدون: اتبع ابن خلدون في دراسته للمجتمعات العربية- األمازيغية كما الشعوب األخرى ) العجم( خطوات منهجية اتسمت باالبتعاد أكثر ما يمكن عن التأمل التجريدي أو التخيلي، المقارنة و التحليل التاريخي؛ و إخضاع ما يرشح عن ذلك لعمليات عقلية- فكرية من تحليل و استنتاج، تركيب و تفسير بالربط بين األسباب و النتائج. - مضمون التفكير االجتماعي البن خلدون: يعتبر ابن خلدون اإلنسان كائنا اجتماعيا بطبيعته، بحيث ال يستطيع أن يعيش بمعزل عن أبناء جنسه. غير ان هذه الحاجة لالجتماع ال تمليها طبيعته فقط، بل أيضا لضمان حاجياته من الطعام و الحماية. أن هذه الرغبة و الحاجة لالجتماع لدى البشر لم تجعلهم يتخلصون من نزعتهم الحيوانية- البهيمية التي تظهر على شكل العدوانية و نزعة تغلب الناس بعضهم على بعض. االجتماع البشري و التحكم فيه. وجود وازع يحمي البشر من أنفسهم و من بعضهم البعض. حاجة اجتماعية لسلطة حاكمة لها قوة القهر و اإللزام. مجتمع ما. أي البحث عن المبدأ األساسي لحكم المجتمعات البشرية. " العصبية" . العصبية مفهوم مركزي في نظريته االجتماعية – السياسية، األحداث التي تطرأ على العمران البشري / االجتماع اإلنساني بما فيه مسألة الحكم و السلطة الضرورية لوجود و استمرار هذا االجتماع. فكيف يعرف ابن خلدون" العصبية" ؟. يعرف ابن خلدون العصبية بكونها نزعة طبيعية في البشر، الدم أي القرابة و النسب. قد تكون في حدود ضيقة كالعائلة، كما قد تمتد إلى العشيرة و من ثم إلى القبيلة. عندما تولد ذلك الوالء الصلب للقبيلة، نصبح أمام ما يسمى بالعصبية القبلية. داخل القبيلة كجماعة بشرية. تظهر لديها الرغبة في السيطرة و الهيمنة على عصبيات أخرى. صراع و حرب. و في حالة التغلب و النصر عليها، الدولة. إذن بالقوة و الغلبة و الظفر يبنى الحكم. الملك. تبنى الدولة. فالمالحظ إذن، غلب التحليل السياسي االجتماعي لتفسير بناء السلطة السياسية على التفسيرات ذات الطابع الديني- الفقهي تولدها العصبية فقط ؛ أساس الدين و قيمه ، و على أساس اتباع سياسة حكم تتسم بالحكمة و التعقل، التبصر و الفضيلة. ينتبه ابن خلدون إلى كون كل عصبية حاكمة، تخضع بالضرورة لحتمية دورة تاريخية. الغلبة و الظفر بالملك------ ثم مرحلة القوة و النضج ------------------ فمرحلة الضعف و االنهيار على يد عصبية أخرى جديدة قوية. و التي ستدخل بدورها نفس الدورة التاريخية. رغباتهم تمكن من االنفالت من سطوة هذه القوانين التاريخية - االجتماعية. كما يقوم ابن خلدون برصد األبعاد االجتماعية األخرى لهذا االنتقال من العصبية القبلية إلى الدولة و الملك. فنجده يقسم العمران البشري إلى عمران بدوي و عمران حضري، بالضرورة على الثاني. و غايته التحضر و رفاهية الحضر/ المدينة. " العمرانين " على المعيار االقتصادي و كيفيات إنتاج الخيرات المادية لضمان العيش و المعاش. فالعمران البدوي يعتمد على الرعي و الزراعة، نالحظ أنه ثمة نسقية تطبع تفكير ابن خلدون االجتماعي حول االنتقال من نمط عمراني آلخر، على وعي نظري و منهجي كبير لديه: - على المستوى السوسيو- سياسي: هو انتقال من عصبية القبيلة إلى دولة الملك. - على المستوى السوسيو- مجالي: هو انتقال من البادية إلى المدينة. - على المستوى السوسيو- اقتصادي: هو انتقال من الرعي و الزراعة إلى الصنائع و التجارة. - فكر إبن خلدون و سؤال االمتداد و االستمرارية: تبقى مساهمة ابن خلدون من أعمق و أنضج الكتابات االجتماعية في تاريخ الحضارة العربية اإلسالمية. و ذلك أخذا بعين االعتبار الصرامة المنهجية التي تحلت بها، المتعالية أو الغيبية لتفسير االجتماع اإلنساني، المجتمعات نفسها لتفسير " واقعات العمران البشري". كما سيتبلور ال حقا في العصر الحديث. حدود مجتمعات معينة و في حدود فترات زمنية و تاريخية معينة، نتساءل في األخير، لماذا رغم أهمية مساهمة ابن خلدون، نجدها بقيت بدون استمرارية أو امتداد لها، بحيث انتهت بموت صاحبها. هناك ابن خلدون و ال توجد " الخلدونية ". خلدونية" تكمل و تغني مشروعه ؟ يمكن تقديم قراءات متعددة بهذا الصدد، - األول يعود إلى السياق االجتماعي السياسي و التاريخي الذي جاءت فيه مساهمة ابن خلدون. اإلسالمي آنذاك ) القرن 14م( كان في مرحلة تراجع حضاري و بدايات دخوله عصر االنحطاط على كافة األصعدة. بحيث لم تتوفر شروط طلب معرفي، بالتالي لم يكن السياق مناسبا بشكل موضوعي، الستيعاب مثل هذا العلم و تطويره. - الثاني يعود للمشروع الخلدوني نفسه، أساسي محوري " هو العلم المطلوب في ذاته" ، التاريخ " كعلم آلي" لفهم و تفسير الوقائع االجتماعية و التاريخية و استيعاب انتظاماتها. ابن خلدون عند المسلمين كمؤرخ بفضل كتابه " العبر" أكثر مما سيعرف بكتابه في الفكر االجتماعي " المقدمة" . لذلك بقيت مقدمته يعلوها الغبار، 19م. ليتبين أن قيمتها المعرفية ال تقل عن قيمة كتابات الرواد األوائل لعلم االجتماع، كونها ُكتبت في عصر و مجتمع لم يكن قد دخل عهد الحداثة و التصنيع. -3 مونتيسكيو ) -1689 1755( إن مساهمة شارل مونتيسكيو Montesquieu Secondat de Charles في إغناء الفكر lois الذي صدر سنة )1748(. غير أننا هنا لن نركز على الجانب السياسي و القانوني فيه، على مسألة فصل السلط عن بعضها البعض، و شروط التشريع. الخ. االجتماعي. و مدخل مونتيسكيو لذلك الجانب ، لدراسة هذا الموضوع ، اتبع مونتيسكيو بداية، منهج الوصف لكشف السمات المشتركة ألنظمة الحكم، حتى يتمكن من تشكيل أنماط ) أصناف( types des . جديد ، بل يالحظ تلك الموجودة أصال، باحثا عن المشترك و المختلف بينها . - الحكم الملكي يقوم على مبدأ الشرف. - الحكم الجمهوري يقوم على مبدأ الفضيلة. - الحكم االستبدادي يقوم على الخوف و العنف. و من ثم يبدأ بالبحث عن األسباب و العوامل، السياسي أو ذاك. بمعنى الكشف عن القوانين العلمية وراء ذلك. " تلك العالقات الثابتة و الضرورية التي تربط بين األشياء ) الظواهر(". التحليلية الفكرية ، قادر في نظره على كشفها و معرفتها . فهو يميز بين قوانين نفسية من طبيعة فردية ، التي ليس لها تأثير على األشكال االجتماعية ) كالحاجة للطعام و األمان. ) كطبيعة التضاريس، المناخ. (، و تلك القوانين المتولدة من طبيعة المجتمع نفسه ) الديموغرافيا ، الثقافية و الدينية، العالقات االجتماعية ، تقسيم العمل. و بجمع و تنظيم و ترتيب الوقائع بالتركيز على العالقات و االرتباطات بينها ، استطاع مونتيسكيو، أن يتوصل إلى تفسير إلشكالية اختالف أنظمة الحكم باختالف المجتمعات. بالمعايير العلمية المعاصرة، غير أن أهميته بالنسبة لدارس علم االجتماع، خاصة بها، و لم يتعامل مع اإلنسان الفرد individuel homme’l. لحتميات ال ترجع لوعي األفراد و إراداتهم و مشاريعهم الذاتية. هو كائن و ليس عن ما ينبغي أن يكون. للعالقات االجتماعية و السياسية. الحديث. فقد و صفه رايمون آرون Aron. II- تصور المجتمع كنظام تعاقدي: نظريات العقد االجتماعي social contrat le ابتداءا من القرن 17م بدأت فكرة جديدة عن المجتمع و أسسه بالتبلور و االنتشار. المجتمع البشري هو نتاج تعاقد إرادي و اتفاق و توافق بين البشر. تتصور المجتمع كنظام تلقائي طبيعي يجد أسسه في أسس غير- اجتماعية أو فوق – اجتماعية -extra social أو تلك التي تتصوره كنظام تلقائي طبيعي . تجدر اإلشارة إلى أن فكرة التعاقد، ليست وليدة القرن 17م، اليونانية، عند فالسفة أمثال أبيقور Epicure و زينون Zenon. ديني، يرتبط بحركة اإلصالح الديني في أوربا القرن 16م التي قادها مارتن لوثرLuther. الذي يسمى ميثاق العهد covenant le ) الصالح و اإليمان مقابل الجزاء الحسن( . التعاقد بين الرب و البشر هو ما فتح إمكانية التفكير في تعاقد آخر يجمع البشر أنفسهم. أفكار العقد االجتماعي جاء في نفس الحقبة التاريخية التي انتشرت فيها أفكار حركة اإلصالح الديني ممثلة هذا الفكر التعاقدي لم يكن واحدا موحدا، بل اختلفت اآلراء و النظريات داخله. عليه و هو: أصل المجتمع و الدولة تعاقد بين بشر أحرار، لقوانين، حتى و لو كانت تحد من حرياتهم لضمان استمرارية النظام االجتماعي. -1 العقد االجتماعي حسب توماس هوبس )1676-1588(: بسط توماس هوبس Hobbes. )1651(. و فيه يرى أن اإلنسان قبل العقد االجتماعي كان يعيش في حالة الطبيعة. نتيجة لذلك في حالة حرب و اقتتال متواصلة. tous contre " . و في لحظة زمنية ما، لم يعد البشر يتحملون هذه الحرب الدائمة. اقتناع كون مصلحتهم الجماعية، souverain un و طاعته و الخضوع له. النظام و األمن و االنسجام بين أفراد المجتمع. في نظر هوبس ال يجوز التمرد و الثورة على الحاكم/ الدولة إال في حالة واحدة و وحيدة، تهديد حياة المواطنين. ألن الحق في الحياة مبدأ أسمى من قيمة العقد االجتماعي. -2 العقد االجتماعي حسب جون لوك ) -1632 1704(: يذهب جون لوك Locke. J في منحي مغاير لتوماس هوبس. بحيث . التعاقدي فكره لوك يبسط ، يعتبر أن اإلنسان في حالة الطبيعة كان يتمتع بالحقوق الطبيعية naturels droits les و هي الحرية الفردية individuelle liberté la و الملكية الخاصة privée propriété la . الخوف من فقدان الحرية و الممتلكات الخاصة، إرادتهم لحماية حقوقهم الطبيعية. بكل من يحاول المس بحقوقهم الطبيعية. أما مقاومة الدولة و التمرد عليها في نظر جون لوك، الطبيعية. فالدولة بنيت لحمايتها و ليس للمس بها. نالحظ أن التعاقد االجتماعي عند جون لوك يحكمه منطق التحكم و التخفيف من الصراعات بين البشر، و ليس منطق إحالل السالم الشامل كما عند هوبس. -3 العقد االجتماعي حسب جان جاك روسو )-1712 1778(: يطرح ج. ج.روسو Rousseau. االجتماعي –social contrat Du( )1762). فهو يتصور أن اإلنسان في حالة الطبيعة كان بريئا، غير فاسد و منسجم مع اآلخرين. السعي نحو االغتناء، أنتجت مظاهر الفساد ، الظلم، طغيان األنانية و المصلحة الخاصة. و للقطع مع هذا المجتمع الفاسد corrompue société la الذي جعل من اإلنسان غريبا عن نفسه و générale volonté la et populaire souveraineté . و المجسدة إلرادته العامة. فهي بذلك ليست كدولة "توماس هوبس" مكلفة بفرض النظام و حماية الحياة، ليست كدولة "جون لوك" المكلفة بحماية الحرية الفردية و الملكية الخاصة. نالحظ إذن، أنه في حين يجعل هوبس و لوك من لحظة إنجاز العقد االجتماعي لحظة تنتمي للماضي، فإن روسو يجعلها لحظة مفتوحة على المستقبل. و بذلك هناك، قدح شرارة الثورة الفرنسية لستة 1789 بعد سنوات عشر من وفاته، ال شك أن الفكر التعاقدي قد أغنى الفكر االجتماعي و السياسي بنظرياته و أفكاره؛ - هو فكر فيه قدر من ا لال- تاريخية، - هو فكر يختزل تاريخ االجتماع البشري في لحظتين: لحظة ما- قبل العقد االجتماعي و لحظة التعاقد - إذا كانت المجتمعات البشرية نتاج تعاقد حر و إرادي بين البشر، ان تكون شفافة تنعم بالسلم و ينتفي منها الصراع االجتماعي أو الثورات أو الحروب األهلية. ال تدعمه الشواهد التاريخية. - الفكر التعاقدي ال يمكنه منطقيا استيعاب الصراع االجتماعي أو تفسيره. - الوقائع التاريخية و االجتماعية تثبت أن لحظة التعاقد االجتماعي هي لحظة ال حقة لظهور المجتمعات ) و هو ما انتبه إليه روسو( . و ليس العكس. من طبيعة سياسية باألساس: التأسيس لنظام سياسي و ليس تأسيس مجتمع بشري. III- التصور اليوتوبي / الطوباوي للمجتمع – utopisme’l: لقد سمي كذلك نسبة إلى كتاب UTOPIA / يوتوبيا الذي ألفه المفكر السياسي اإلنجليزي توماس مور More Thomas( -1478 1535). Topos تحيالن على " الال- مكان ". و في هذا الكتاب الذي صدر سنة 1516م ، مثالي، فاضل و سعيد، حيث يعيش اإلنسان أفضل و أكمل حياة ممكنة. لم يكن توماس مور الوحيد الذي تخيل و كتب عن مجتمعات يشرية مثالية و تعاونية، ومفكرين سبقوه أوعاصروه أو جاؤا بعده قاموا بنفس الشيء . مثل أفالطون ) 428 ق. م – 348 ق. كتاباته الفلسفية و السياسية: .la Républque – الجمهورية - .Les lois – الشرائع - .Le politique – السياسي - حيث يطرح أفالطون أن اإلنسان كما هو موجود ليس بكائن اجتماعي بطبيعته أي مجبول على العيش مع آخرين. فاإلنسان في نظره " عدو لكل إنسان و عدو لنفسه أيضا". يعيش حياة متسمة بالخير و الفضيلة عليه أن يعيش مع آخرين في إطار مجتمع أو ما يسميه فالسفة اليونان المدينة cité La. .. مدينة تدار شؤونها يسياسة حكيمة . فاضلة. عادلة. في كتابه " الشرائع" يالحظ أفالطون أن المدينة ) المجتمع( الموجودة أمامه تتسم بالتفرقة و االنقسام و الصراع و انتشار الرذائل. مما يجعلها مدينة فاسدة corrompue cité une . دليل على الفساد و االنحطاط. و لتحقيق العدالة و الفضيلة، يطرح في كتابه " الجمهورية" ضرورة بناء مدينة جديدة. مجتمع جديد. هذه المدينة العادلة الفاضلة ينبغي أن تكون مقسمة بشكل تراتبي بين ثالث فئات ) اجتماعية( بحيث تتميز - فئة الحكام gouvernants les ، فضيلتها الحكمة sagesse la. - فئة الحراس gardiens les ، فضيلتها الشجاعة courage le. - فئة المنتجين producteurs les، فضياتها االعتدال tempérance la. الحكماء و الفالسفة . و بالرغم من مثالية األفكار االجتماعية لدى أفالطون، 950م( صاحب كتاب " آراء أهل المدينة الفاضلة " الذي يحمل بصمة أفالطونية واضحة. تأثير أفكار أفالطون حتى الفترة المعاصرة، سياسية تركز على دور النخبة élite’l المتنورة في قيادة المجتمع و تدبير شؤونه. و بين القرنين السادس عشر و السابع عشر سيظهر طوباويون آخرون أمثال فرانسيس بيكون Bacon. F( 1561-1626 )و كتابه " أطالنتيس الجديدة". و توماسو كامبانيال Campannella. )1568-1639 ( و كتابه " مدينة الشمس ". ال ينبغي االستهانة بهذا الفكر ، فهو رغم طابعه الفلسفي و الروائي الخيالي، اجتماعي يجمع بين الواقعية و الطوباوية، بطرح بدائل سياسية و اقتصادية و اجتماعية. السياسي، أو االجتماعي اإلنساني التي وصلت إليها المجتمعات المتقدمة حاليا، نخلص إذن إلى كون الفكر االجتماعي الماقبل- سوسيولوجي، جهة، و بكونه لم يتناول المسألة االجتماعية بشكل مباشر، كالهما معا. بحيث تتداخل فيه الفلسفة االجتماعية مع فلسفة التاريخ مع الفلسفة السياسية. حمل في هذا الموضع أو ذاك، أفكارا يمكن البناء عليها و االنطالق منها، أسس علمية أكثر منها فلسفية.