جبر الخواطر لا يحتاج إلى كثير جهد. فربما يكفي البعض كلمة من شكر ودعاء. وربما احتاج آخرون إلى عون. ولعل البعض الآخر تكفيه ابتسامة . ربما لا يحتاج الأمر إلا التصرف بلطف واهتمام. فالحبيب يقول: «لا تَحقِرَنَّ مِنَ المَعْرُوفِ شَيْئًا، وبعد سنوات دخل عليها المطبخ وقد جهزت له طعاماً. لماذا لم تعلم زوجته أصول الطبخ !. بل وضع يديه على كتفيها وقال: لقد ذكرتني الليلة بأول يوم تزوجنا فيه. وكنت تزيدين نسبة الملح فيه!. ووصل إلى ما يريد بأحلى الأساليب. فإماطة الأذى عن مشاعر الناس وقلوبهم. قد لا يقل درجة عن إماطة الأذى عن طريقهم. مر شاب برجل فقير فتوقف عنده ليقدم له إحساناً. اعتذر إلى الفقير قائلاً: (معذرةً يا أبي). وستكون النقود معي عند عودتي !. رد عليه الفقير قائلاً: عفواً يا إبني. دهش الفتى وقال: لكني يا أبي لم أعطك شيئاً. فقال: إنك حين اعتذرت لي قلت لي: يا أبي). وهي أغلى عندي من كل النقود . فتذكروا قوله : «الكلمة الطيبة صدقة». قد تنقذ بها شخصاً فقد حب الحياة. واستسلم لأفكار أدخلته في عزلة واكتئاب. فأصبح يرى الدنيا كأنها سجن ليس فيه هواء . الكلمة الطيبة تغرس في النفوس الأمل والتفاؤل. وتزرع فيها محبة الآخرين. هي صدقة جارية لمن تفوه بها. وهي نبتة أمل تُثمر عند مَنْ تلقاها . وجبر الخواطر يعني تثبيت الآخر. والأخذ بيده حتى يقف مرة أخرى على قدميه. جبر الخواطر قد يكون بمشاركة المشاعر. كن بلسماً إن كان دهرك أرقما وحلاوةً إن صار غيرك علقما ركب أحدهم الطائرة وبجانبه امرأة مسنة. ومع كل وجبة قطع حلوى بيضاء !. فتحت المرأة المسنة قطعة الحلوى وبدأت تأكلها بقطعة خبز. ظناً منها أنها جبنة بسبب لونها الأبيض . وعندما اكتشفت أنها حلوى شعرت بحرج شديد. ونظرت إلى الرجل الذي بجانبها. فتظاهر بأنه لم ير ما حصل. ثم قام بفتح قطعة الحلوى في صحنه . فقال لها : سيدتي لماذا لم تخبريني أنها حلوى وليست جبنة ؟ فقالت المرأة وأنا كنت أظنها جبنة مثلك . لكنه راعى مشاعرها وجبر خاطرها !! ) . وذات مرة قام عريف حفل بتقديم أحد المتحدثين ليلقي كلمة في الناس. وبعد أن عرف به قال: فليتفضل مأموراً غير مشكور!». أخطأ وكان الواجب أن يقول: مشكوراً غير مأمور . ولكن المتحدث تدارك الأمر وجبر خاطره. وقال: أحسن أخي عريف الحفل في قوله «مأموراً غير مشكور». ولا داعي لشكرنا على ذلك فهو واجب علينا. على واجب يدخل أحدهم بيته. فيراه مرتباً جميلاً. ويجد الطعام جاهزاً . ويثني عليها ولو بكلمة حلوة. لا تتردد في شكر الآخرين. فالحبيب يقول: «من لم يشكر إِذَا شِئْتَ أَنْ تَبْقَى مِنَ اللَّهِ نِعْمَةٌ عَلَيْكَ فَسَارِعُ فِي حَوَائِجِ خَلْقِهِ وَلَا تَعْصِيَنَّ اللهَ مَا نِلْتَ ثَرْوَةً فَيَحْظُرَ