يجب أن نذكر هنا بما شددنا عليه في الفصل الثاني من صراع داخل الوطن العربي بين الانتماء العربي العام والانتماءات الدينية والاقليمية والقبلية والاثنية وكما تتجسد في الحياة العربية . هناك طبقات حاكمة وجماعات تعمل للحفاظ على الوضع القائم وتكتفي بالحلول الجزئية والترتيبات التوفيقية وبانكار الازمات او العمل على احتوائها بدلاً من مواجهتها يتم كل ذلك من منطلق الثقافة السائدة وفي خدمة القوى المسيطرة على مقدرات الوطن العربي. يكفي هنا ان نشير الى ان هذه الازمات تتجسد في سيطرة التقاليد المتوارثة في ازمنة التخلف وفي تحول الدين الى مؤسسة ذات مصالح مرتبطة بمصالح كما ان هناك قوى خارجية تعمل على تفتيت المجتمع العربي ، الخ ، انظر : The Middle وهناك من يحن الى الماضي السحيق فيريد استعادة نظام سابق بدلا من العمل على خلق نظام جديد ينبثق من المعضلات والمشكلات والحاجات المعاصرة في عالم متغير . والتحرير ، وكما ان الحلم بتحول المجتمع تحولا جذريا لا يشكل بحد ذاته نزعة مثالية رومنطيقية ، بل بين قوى التغيير وقوى المحافظة ان مظاهر التخلف هذه هي في جوهرها مسائل ذهنية ولا بد من ربطها بجذورها في البنى الاجتماعية السائدة التي تسهم في تعزيز تمسك الاقليات بهوياتها المتميزة وحقوقها وامتيازاتها لعصبيات اخرى مختلفة أو مضادة لها احيانا . لذلك كثيرا ما يعمد قادة الاقليات المسيطرة الى اثارة مخاوف جماعاتهم للابقاء على حدة العصبية التي يفترض ان تكون قد ومن هنا أهمية استكمال تحرر الحركة الوطنية من الولاءات التقليدية واعادة ان هذه المطالبة تنبع من داخل الحركة الوطنية فقد كانت وما تزال تعيد النظر وفي رأيي ان هناك خمسة عناصر اساسية تشكل تدريجيا قناعات راسخة في صلب الايديولوجية العربية التقدمية فيما يتعلق بمهمة الاندماج الاجتماعي وهي القول بالتنوع المنسجم ، وترسيخ الديمقراطية التي يمكن اعتبارها هنا عنصراً سادساً او اطاراً عاماً تندرج فيه مختلف هذه القناعات - التنوع المنسجم في اطار الهوية العربية لقد نمت الحركة الوطنية العربية التقدمية باتجاه مطالبة نفسها قبل غيرها بتوضيح مفهومها للاندماج الاجتماعي والوحدة السياسية والاسس التي يجب ان تقوم عليها والغايات التي يجب ان تخدمها ، فالتنوع - في ظل وحدة يتم فيها التفاهم حول الاسس التي لا ينهض المجتمع بدونها - مصدر غنى وأغناء للجميع . ان في هذا التنوع غنى لا يصدق ولا بد من التعامل الديمقراطي والمشاركة من قبل جميع الجماعات في صنع المستقبل العربي . بل المطلوب هو الاندماج الاجتماعي الذي يحترم التنوع ويقدم الولاء للكل على الولاء للجزء في حالات التناقض بينهما ( اي المطلوب هو عکس ما هو قائم في المجتمع العربي حيث يتقدم الولاء للجزء على الولاء للكل ، ويقتضي وضع هذه الاستراتيجية لتحقيق التنوع المنسجم والتفكير المرحلي والتفاهم عن طريق النقاش الحر الديمقراطي واشراك جميع الجماعات في صنع الثورة فحسب بل هو ايضا قمع قومي » (۲۰) أن الاعتماد على الطبقات العربية الحاكمة كاد ان يكون مميتا بالنسبة سبق ان اشرنا الى ان سعد الدين ابراهيم اتبع منهجا نمطيا ) جريا على منهج عالم الاجتماع الالماني ماكس فيبر Max Weber ) في تصنيف الاقليات في المجتمع العربي حسب بعدين رئيسيين هما الشعور بالانتماء العربي والتحدث باللغة العربية كلغة ام ، من هنا أن سعد الدین ابراهیم نفسه افترض في دراسة أخرى « ان طبقات معينة في المجتمع العربي تكون أكثر تأييدا لفكرة توحيد الامة العربية من غيرها . بل كثيرا ما تستعمل ضده . المجتمع وفئاته بصرف النظر عن الانتماءات والخلفيات وتشمل فيما تشمل :