ولتحذيرهم من الدّينونة القادمة إنّ لم يتوبوا. يحث ملاخي الشعب مرارًا أن يحترموا الله ويكرموه الإكرام الّذي يليق به. ولكن الشعب أظهر استهامة باسم الرب وعدم خشيته (1: 6؛ يبدو أنّه مع عودة العبادة إلى الهيكل وبعد مرور سنين على ذلك، عاد الشّعب اليهوديّ إلى عوائده القديمة قبل الجلاء، إلى انتهاك أحكام الشّريعة، إلى تقديم الذّبائح فاسدة من قبل الكهنة والشّعب على السّواء، إلى الغدر والزّواج الغريب والطلاق. ونسيّ كعادته تحريض حجّاي وتشجيع زكريا المملوء ثقة ورجاء. وكان تأثيره عميقًا جدًا حتّى في العهد الجديد. يدعو النّبيّ الشّعب إلى الإقلاع عن هذه العوائد المُشينة، مُذكّرًا إيّاه بأنّ هناء الأمة يكون بتقديم الذّبائح الصّادقة والمُتواترة إلى ربّ الجنود (1: 6-14) على أنّ الله يشيح بوجهه كلّ مرة يغدر الواحد بأخيه ويرفض الرّجل امرأته (2: 19-16) أو تتسامح الأمة مع المتكبرين وصانعيّ النّفاق (3: 15). نجد عن النّبيّ ملاخي من ناحية أخرى، تأكيدًا على ضرورة العبادة الطقسيّة والدّينيّة وعلى أهمية أذكاء الحسّ الأدبيّ الّذي سيجد تعبيره الواضح عند السّيّد المسيح.