يعي الأفارقة أن قارتهم باتت مجالا للتنافس الحاد بين القوى الاقتصادية الكبرى في العالم. 2 مليار نسمة حسب التوقعات التي قدمت في العام 2013 خلال المؤتمر الجهوي الافريقي حول السكان والتنمية، وهي التوقعات ذاتها التي ترفع هذا العدد إلى 2. منها ما تقدمه من يد عاملة وفيرة في حاجة للتخلص من البطالة والعمل بأجور منخفضة، التسهيلات أو الإعفاءات الضريبية) بالإضافة إلى نوع من المرونة في ما يتعلق بالقيود على الصناعات ذات الانبعاثات الغازية. لن تكون بنفس القدر في الدول الافريقية التي تسعى أولا إلى توفير احتياجاتها من السلع والمواد الغذائية ومن فرص الشغل قبل التفكير في القضايا البيئية. لكن الأهم فيما يتعلق بالاستثمارات الأجنبية هو ما تزخر به القارة من قطاعات في حاجة إلى رؤوس أموال كبيرة لتنهض، أعلى من المعدل المتوقع عالميا والمحدد في 2. كما هو الشأن بالنسبة للكوت ديفوار وإثيوبيا. تبدو إفريقيا في حاجة إلى استثمارات في كل القطاعات إذا أرادت التأسيس فعلا لانطلاق التنمية التي تأخرت كثيرا. تتوفر القارة الافريقية على كل أسباب التكامل الاقتصادي التي تمكنها من تقليص حجم التبعية للقوى المختلفة في الاقتصاد العالمي شرقا وغربا. بيد أن الطريق طويلة لاتزال في حاجة إلى تعبيد بما يتعالى على الخلافات السياسية وعلى التنافس حول الزعامة وعلى الحدود من كل الأنواع التي تعرقل فرص التعاون الإقليمي وعلى واقع الفساد الذي تعرفه مختلف الدول الافريقية.