تُناقش هذه الدراسة إشكالية استخدام اللسانيات المعاصرة في دراسة التراث اللغوي العربي، مُسلّطة الضوء على الصراع بين حماة التراث والباحثين المُستخدمين للمنهجيات الحديثة. تُشير الدراسة إلى أن المنهجية التقليدية في قراءة التراث لا تُجيب عن أسئلة جوهرية كـ "ماذا نقرأ؟ وكيف نقرأ؟"، وأن بعض الدراسات تسعى لإثبات الذات العربية الإسلامية عبر وضع التراث فوق اللسانيات نفسها، وهو أمرٌ غير مُوضوعي نظرًا لاختلاف الأسس النظرية والمنهجية. تكشف الدراسة عن سوء فهمٍ لمفاهيم اللسانيات الحديثة من قبل بعض الباحثين، حيث يتم التعامل مع مفاهيم أساسية كـ "العامل" و "الحالة" و "البنية العميقة" بشكل حدسي وتلقائي. تُشدد الدراسة على أن قيمة البحث العلمي تكمن في إسهاماته في تطوير المجال، وليس في مجرد التقارب مع أفكار سابقة. كما تُناقش إشكالية هوية التراث اللغوي العربي وعلاقته باللسانيات الحديثة، مُؤكدةً على أن تعدد القراءات يُفقد التراث خصوصيته الحضارية، وأن اعتبار النحو العربي بنيوياً وتوليدياً ووظيفياً في آن واحد يُمثل مغالطة منهجية. وتختم الدراسة بالقول إن إسقاط نظريات لغوية حديثة على التراث العربي بشكل شمولي دون مراعاة سياقه التاريخي والفكري يُمثل إساءةً لهذا التراث.