تُشكل الذاتية عائقا أمام دراسة الظاهرة الإنسانية علميًا، لصعوبة فصل الذات عن الموضوع، بخلاف الظواهر الطبيعية المنفصلة عن الباحث. فالمؤرخ جزء من الحدث التاريخي الذي يدرسه، وعالم النفس موضوع بحثه، مما يؤثر على إشكالياته ونتائجه، ويجعلها بعيدة عن العلمية والموضوعية، وقد تعكس وجهة نظر الباحث. ويُحدد محمد عابد الجابري شروط الموضوعية بأن تكون تفسيرات الظواهر كما هي في الواقع بأسبابها المادية، مع الابتعاد عن الذاتية، أي انفصال الباحث عن آرائه وميوله، لأنها مصدر اختلاف الباحثين. فالموضوعية تقتضي اتفاق الباحثين، وعدم التحيز لفكرة أو مذهب معين، بحيث تنبع أحكامنا من الواقع المستقل عن ذاتيتنا.