بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. هذا المجلس السادس من سلسلة "على خطى الصحابة"، يركز على الاقتداء بالصحابة. سبق وتحدثنا عن التسليم للأمر الشرعي، وحمل هم الدين عبر الدعوة والجهاد والتضحية، وعبادة الصحابة. اليوم، نناقش محبة الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم، وهي ليست مجرد كلام بل تتطلب أفعالًا. الكلام السهل "أحب النبي" يحتاج لتطبيق عملي. علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أحب إلينا من أموالنا وأولادنا. عروة بن مسعود الثقفي، قبل إسلامه، أعجب بتعظيم الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم. الصحابة كانوا يطبقون محبتهم للنبي صلى الله عليه وسلم بامتثال أوامره، وخفض أصواتهم عند كلامه، وتوقيرهم له. أبو أيوب الأنصاري، استضاف النبي صلى الله عليه وسلم في بيته، موضحًا أدبًا جميلًا. عمرو بن العاص عبر عن محبته العميقة للنبي صلى الله عليه وسلم. المحبة الحقيقية للنبي صلى الله عليه وسلم تتطلب تطبيقًا عمليًا، مثل نصرة سنته، امتثال أمره، تبليغ سنته، عدم الرضا بالإساءة إليه، كثرة الصلاة عليه، ومحبة أصحابه وأهل بيته. نساء الصحابة أيضًا برهنّ على محبتهنّ العظيمة للنبي صلى الله عليه وسلم. محبة النبي صلى الله عليه وسلم ليست مجرد كلام، بل حياة تعاش. الله عز وجل يقول: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله). دلائل محبة النبي صلى الله عليه وسلم هي: نصرة سنته، امتثال أمره، تبليغ سنته، عدم الرضا بالإساءة إليه، كثرة الصلاة عليه، ومحبة أصحابه وأهل بيته. الصحابة قدّموا أروع الأمثلة في محبة النبي صلى الله عليه وسلم، قدموا الغالي والنفيس من أجله. نسأل الله أن يجعلنا ممن يحب النبي صلى الله عليه وسلم حبًا صادقًا.