دراسة الأدب المقارن ما زالت موضوع جدل في جميع أنحاء العالم. النقاش يدور حول مضمون الأدب المقارن ومناهجه وأهدافه. اشتد الجدل حول ميادين الأدب المقارن. آراء مختلفة حول ما يجب أن يتضمنه الأدب المقارن، سواء كان ذلك تاريخ الآداب أو تأثير الأدباء على بعضهم البعض. هناك اتفاق عام على أن مصطلح الأدب المقارن ليس مضبوطًا تمامًا. هاري ليفين يرى أن الأدب المقارن ليس مادة ثابتة بل موقف أو وجهة نظر. من أقدم وأشهر المدارس في الأدب المقارن. ركزت على تناول الآداب القومية ورصد الظواهر الأدبية في إطار تاريخي دون الاهتمام بالتقييم الجمالي بشكل منظم. ترى الأدب المقارن كعلم يدرس العلاقات بين الأدب وميادين المعرفة الأخرى، تهتم بالمفاضلة بين التعبير الأدبي وصور التعبير الأخرى. المدرسة الفرنسية لا تهتم بالفصل بين الأدب والفنون الأخرى، وتعتبر أن الأدب المقارن يجب أن يركز على العوامل المحلية والمباشرة. المدرسة الأمريكية تتبنى رؤية شاملة تتضمن جميع أشكال المعرفة والفنون في دراستها للأدب. الترجمة تُعتبر من أهم قضايا الأدب المقارن في المدرستين. الترجمة ليست مجرد نقل كلمات بل هي عملية إبداعية تأخذ في الاعتبار ثقافة ولغة كل من النص الأصلي والمترجم. المدرستان تستخدمان نفس المنهج في المقارنة بين الأدباء والأعمال الأدبية. هناك اتفاق على ضرورة وضع مصطلحات ثابتة في الأدب المقارن لتجنب الخلافات المفاهيمية. المدرستان تتطابقان في رؤيتهما للآداب الأوروبية باعتبارها كلًا متكاملًا. يهتم الأدب المقارن بالترجمات وتأثير الأعمال الأدبية في البيئات المختلفة. الأدب المقارن هو العلم الذي يؤرخ للعلاقات الأدبية على مستوى العالم دون التقيد بالحدود الإقليمية أو اللغوية. يتناول الأدب المقارن الموضوعات والأفكار والمشاعر المشتركة بين مختلف الآداب. تختلف الطرق المتبعة في دراسة الأدب المقارن حسب الموضوع والمباحث. يتعين على الباحث الإلمام بالعديد من اللغات والآداب والاطلاع على المراجع اللازمة. لا يوازن الأدب المقارن بين الآداب القومية المختلفة بل يزود القارئ بوسيلة لفهم الأعمال الأدبية بشكل مستقل عن الزمان والمكان. يمتد الأدب المقارن لدراسة العلاقات بين الأدب وميادين المعرفة الأخرى مثل الفنون الجميلة والفلسفة والدين. يقارن بين الأدب وأشكال التعبير الأخرى. وكل نص أدبي يستمد أساسه من هذا التراث. النقد الأدبي والحركات الأدبية تعزز هذه العلاقة المشتركة بين الآداب الغربية. النظرية الأدبية تركز على دراسة المبادئ العامة والأجناس الأدبية، بينما يركز النقد الأدبي على دراسة الأعمال الأدبية نفسها من الناحية الفنية والتاريخية. من المهم التفريق بين دراسة الأدب كسلسلة من الأعمال الفنية ودراسته كجزء من المسيرة التاريخية لشعب معين. الخرافات مستمدة من التراث الديني والاجتماعي والنفسي والأنثروبولوجي. الأجناس والقوالب الفنية: دراسة تأثير الحركات الأدبية والنقد الأدبي عبر الفترات الزمنية المختلفة. مقارنة الأدب بمجالات التعبير الأخرى كالعلوم والفنون الجميلة. الأدب المقارن يستخدم أدوات معترف بها عالميًا في دراسة الأدب، أبطال الخرافات وإعادة تفسيرهم: يتناول الأدب المقارن موضوعات مثل الطموح السامي، التحليل السطحي قد يؤدي إلى تتبع أعمال تفتقر إلى القيمة الفنية الحقيقية. تقسيم الأدب إلى أجناس: شيشرون الروماني قسم الأدب إلى أجناس متميزة في مقالته "De optimo genere oratorum" عام 52 قبل الميلاد. الاعتقاد بأن الأدب يتكون من أربعة أنواع: الشعر الملحمي، بعض الأنواع الأدبية تعتبر أقل شأنا من الأخرى مثل الأمثال والحكم والمقالات والسيرة الذاتية. ربط الأدب الفطري بالشعر والملحمة والدراما بأزمنة وظروف تاريخية محددة. التأثير العالمي للحركات الأدبية: الحركات الأدبية الكبرى كان لها صدى عالمي وليس فقط أوربي أو أمريكي. الحركات الأدبية تقابلها حركات مماثلة في الفنون مثل النحت والتصوير والموسيقى. تأثير بترارك على الأدب الأوروبي حتى القرن السابع عشر وشيوع المقطوعة الشعرية البتراركية ذات الأربعة عشر بيتا وصيغتها العروضية المميزة. أفلاطون وتأثيراته الفلسفية: أفلاطون، مثل نظريته عن الأفكار الأبدية والمثل الأعلى، ومفهوم التوازن بين الذكورة والأنوثة. من شعراء النهضة مثل شكسبير إلى الرومانسية الإنجليزية مع شيلي وكيتس وبايرون. الكتاب الأقدمين والتفاعل مع الحركات الأدبية: بعض الكتاب مثل فليكسيير ولوبى دى فيجا رفضوا الإلتزام بالمنهج الأرسطي لأدبهم وتحدوا القواعد السائدة في عصورهم، الأدب والتأثيرات الثقافية العالمية: دراسات كثيرة تسلط الضوء على كيفية تأثير الأدباء والفلاسفة من ثقافات مختلفة على بعضهم البعض، الأدب وعلاقته بالعلوم والفنون الأخرى: الأدب يتداخل مع العديد من الفنون والعلوم مثل التاريخ، الأدب الفرنسي والتراث الأوروبي: الفرنسيون أول من اهتم بالتراث الثقافي المشترك بين شعوب أوروبا. الملوك الفرنسيون شجّعوا الأدب والدراسات الأدبية وجعلوا باريس عاصمة ثقافية لأوروبا. بدأ الفرنسيون بدراسة أعمال دانتي الإيطالي ومقارنته بين اللغتين الفرنسية القديمة والبروفنسالية. كتاب دانتي "De Vulgari eloquentia" كان أساسًا للأدب المقارن في فرنسا. نشر يواقيم دي بلي كتابًا يدافع فيه عن اللغة الفرنسية أمام اللاتينية. اشتدت المعارك بين المؤيدين للنتاج القومي الفرنسي والمعارضين له في القرنين السابع عشر والثامن عشر. بدأت فرنسا تقبل فكرة الأدب العالمي المفتوح على تأثيرات خارجية. مدام دي ستيل وتأثيرها: نشرت مدام دي ستيل كتابًا يشجع على التبادل الثقافي بين الأمم. نظريته ساعدت في تعزيز الاهتمام بالأدب المقارن حتى نهاية القرن التاسع عشر. تأسس كرسي الأدب المقارن في جامعة ليون عام 1897، الأستاذ جوزيف تكست كان له دور كبير في تدريس الأدب المقارن ودراسة تأثير الأدب الألماني على الفرنسي. تلخيص الأدب المقارن في فرنسا: محددًا الأنواع المختلفة للأبحاث في الأدب المقارن. عُقد مؤتمر عالمي في باريس جمع أساتذة الأدب من فرنسا وخارجها، وناقشوا فيه التاريخ المقارن للأدب. أُنشأت كرسي تاريخ آداب منطقة البحر الأبيض المتوسط وأمريكا اللاتينية في كوليج دي فرانس. فان تيجيم نشر كتابًا هامًا في الأدب المقارن، وبدأ مشواره في عام 1911. بول هازار كتب "أزمة الضمير الأوروبي"، تأثير الحرب العالمية الثانية: توقفت مجلة الأدب المقارن. أصدرت جامعة كارديف في بريطانيا دورية "دراسات في الأدب المقارن" بين 1942 و1946. تأسست كراسي الأدب المقارن في العديد من الجامعات الفرنسية مثل بوردو وتولوز وكليرمونت فيراند وليل. توسع الأدب المقارن في إفريقيا الفرنسية، مع ظهور مجلة "كراسات جزائرية في الأدب المقارن". الجمعية الفرنسية للأدب المقارن: دعا إيرييمبل في كتابه "محنة الأدب المقارن" إلى توسيع نطاق الأدب المقارن ليشمل آداب غير أوروبية ودراسة علوم جديدة مثل علم الأسلوب وعلم الترجمة. الأدب المقارن في ألمانيا بدأ كفرع من تاريخ الأدب، وكان راسبر دانيال موهوف أول من أدخله في المناهج الجامعية تحت اسم "تاريخ الأدب العام". وركز على دراسة الموضوعات المتشابكة في الأدب. دخل الأدب المقارن نطاق الدراسة الجامعية الأكاديمية في ألمانيا بفضل الأستاذ ماكس كوخ. نشر كوخ مقدمة عن النقد الأدبي المقارن في ألمانيا وتخصصات الأدب المقارن. فن الترجمة وتاريخ الأدب المقارن في ألمانيا: إيرييمبل أبرز أهمية الترجمة في الأدب المقارن، داعيًا لتوسيع نطاق الدراسة ليشمل آداب أخرى وعلوم جديدة مثل علم الأسلوب وعلم البنية الأدبية. الأدب المقارن بدأ في ألمانيا كفرع من تاريخ الأدب وكان راسبر دانيال موهوف أول من أدخله في المناهج الجامعية تحت اسم "تاريخ الأدب العام". الأستاذ شمدت في جامعة فينا دعا إلى أن يكون تاريخ الأدب جزءًا من التطور الثقافي للأمم. وركز على دراسة الموضوعات المتشابكة في الأدب. ودعا إلى دراسة الأدب الحديث في نطاق التطور التاريخي. العلاقة بين الأدب المقارن وتاريخ الأدب: ماكس كوخ ربط الأدب المقارن بتاريخ الأدب، وأكد على دراسة الأدب في سياق تطوره التاريخي والسياسي والديني. كوخ تناول تأثير الأداب بعضها في البعض الآخر، مثل تأثير دانتي الإيطالي على الأدب الألماني وتأثير ليسنغ على روبرت بيرنز. م. مفضلًا الأعمال العلمية والفلسفية ضمن نطاق الأدب العالمي. الأستاذ أرنست إلستر فصل العلاقة بين الأدب العالمي والأدب المقارن في مجلة "الصدى الأدبي" في عام 1900. بعد الحرب العالمية الأولى، تم إنشاء كراسي للأدب المقارن في الجامعات الألمانية في العشرينات. شغل الأستاذ فيكتور كلمبورج وإدوارد فان لان مناصب في الأدب المقارن، مركزين على اللغات والآداب الرومانسية. بعد الحرب العالمية الثانية، وشغله الأستاذ فريدريك هيرت. الدراسة الأكاديمية للأدب المقارن: الدراسة الأكاديمية للأدب المقارن تشمل اللاتينية واليونانية واللغات الحديثة. ويتم الإشراف عليها من قبل أكاديمية العلوم. البدايات: بدأ تاريخ الأدب المقارن في إنجلترا خلال فترة حكم الملكة فيكتوريا. الـ16، والـ17" بين عامي 1837 و1839. هالام أشار إلى أن دانيال جورج موهوف هو من وضع أسس علم الأدب المقارن. ماثيو أرنولد كان أول من استخدم تعبير الأدب المقارن في إنجلترا بعد ظهور كتاب هالام بعشر سنوات. هتشسون ماكولي بوسنت: سيدني لي: رغم مقاومة الجامعات البريطانية للأدب المقارن، تأسست جمعية للأدب المقارن في جامعة أبردين بين عامي 1948 و1951. في عام 1964، الوضع الراهن: النهج الأوروبي المبكر: كان هناك اتجاه لتبني الدراسات الأدبية الأوروبية. فرانشيسكو دي سانكتيز: بينيديتو كروتشي: في النصف الأول من القرن العشرين، تطوير المنهج: مارش وصف منهجه في الأدب المقارن في مؤتمر جمعية اللغة الحديثة في بوسطن عام 1896. وتبعه والتر كايزر.