خلق الله تعالى الإنسان لغايات أهمها : عبادة الله تعالى وعدم الشرك به ، قال الله تعالى: " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " . ولهذا أمر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بمقاتلة من يجب قتاله حتى يؤمن بالله تعالى . ولتحقيق هذا الهدف أرسل الله رسله للعباد . ويهدف الشارع من إرسال الأنبياء والرسل تحقيق ما يلي : قال الله تعالى " وما أرسلنا من قبلك من رسـول إلا نوحي إليـه أنـه لا إلـه إلا أنا فاعبدون " . 2ـ تعليم الناس دستور السماء بما فيه من عقيدة وعبادة وأخلاق ومعاملات ، ونظام سياسي واجتماعي واقتصادي وتربوي وجهادي وتعلمي ، وأن تحكيم غير ذلك في مجال علاقات الأفراد والأسر والجماعة يعد كفراً وظلماً وفسقاً . قال الله تعالى " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون " . قال الله تعالى " هو الذي بعث في الأمين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين " [4] وقد مرت الدعوة إلى الله زمن الرسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع مراحل : [5] المرحلة الأولى : مرحلة الدعوة إلى الله تعالى دون قتال . وقد بدأت منذ أن أوحى الله إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، وهذه المرحلة مرحلة الإعداد فكرياً وعقائدياً وأخلاقياً وتربوياً على أساس المنهج الرباني . قال الله تعالى " واصبر على ما يقولون واهجرهم هجراً جميلاً " . وقال تعالى " فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون " [7] وقال تعالى " فاعف عنهم واصفح " [8] المرحلة الثانية : الدعوة إلى الله تعالى مع الإذن بالقتال دون فرضه وهذه المرحلة بدأت منذ هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة . قال الله تعالى " أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير " [9] المرحلة الثالثة :الدعوة إلى الله تعالى مع وجوب قتال المسلمين دون من لم يقاتلهم ، قال تعالى " وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين " [10] المرحلة الربعة : الدعوة إلى الله مع فرضية قتال الكفرة مع مراعاة البدء بالأقرب داراً . وهذه المرحلة نزلت فيها الأدلة الدالة على فرضية ذلك ، منها : قول الله تعالى " وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين "