رابعاً: شروط لا إله إلا النا : كان لا بد لنا أن نتحدث عن شروط هذه الكلمة. فكم من عامي اجتمعت فيه والتزمها، وكم حافظ لألفاظها يجري فيها كالسهم، والتوفيق بيد الله (۱). إليك هذه الشروط وأدلتها من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم مع الاختصار: علما ينافي الجهل بها: قال الله تعالى: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ ﴾ [سورة محمد: ١٩]، وقال تعالى: شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [سورة آل عمران: ۱۸]. وفي الصحيح قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم: وذلك بأن يكون قائلها مستيقنا بمدلول هذه الكلمة يقيناً جازماً، قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾ [سورة الحجرات: ١٥]. وقالى رسول الله صلى اله عليه وسلم : (أشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، لا يَلْقَى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة) (۳). وقال رسول الله صلى اله عليه وسلم لأبي هريرة رضا المنه: اذْهَبْ بِتَعْلَيَّ هَاتَينِ فَمَنْ لقيت من وراء هذا الحائط يَشْهَدُ أَنْ لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة) (1). ٣- القبول لما اقتضته هذه الكلمة بالقلب واللسان وقد قص الله علينا من أنباء ما قد سبق من إنجاء مَنْ قَبلَها وانتقامه ممن ردها وأباها، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) [سورة الروم: ٤٧). وقال تعالى عن الذين كذبوا بهذه الكلمة ورفضوها ولم يقبلوها: فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ) (سورة الزخرف : ٢٥). وقال رسول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم : (مَثَلُ ما بَعَثَنِي اللهُ بِهِ مِنَ الهُدى والعِلْمِ كَمَثَل الغيث الكثير أصاب أرضاً، فكان منها نقية قبلتِ الماء فَأَنْبَنَتِ الكلا والعُشْبَ الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزَرَعُوا، فذلك مثل من فقه في دين الله ونَفَعَهُ ما بعثني الله بهِ فَعَلِمَ وَعَلَّمَ، وَمَثَلُ مَنْ لَمْ يَرْفَعُ بذلك رأسا ولم يَقْبَلْ هُدَى اللهِ الذي أُرْسِلْتُ به) ٤- الانقياد لما دلت عليه، قال الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: ﴿وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ) (سورة الزمر : ٥٤]، وقال تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ دِينَا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنُ) [سورة النساء: ١٢٥]. ه - الصدق المنافي للكذب: وذلك بأن يقولها صدقاً من قلبه، يواطئ قلبه لسانه، ٦ - الإخلاص: قال تعالى: أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِص) [سورة الزمر : (٣)، وقال تعالى: ﴿فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدين) (سورة الزمر : (٢) ، - المحبة: لهذه الكلمة ولما اقتضته ودلت عليه،