ينطلق المقال من كون النبوة هبة إلهية لا تدخل فيها الصناعة البشرية، مستشهداً بآيات قرآنية. لكنّه يركز على جوانب مهمة في رعاية الله لنبيه صلى الله عليه وسلم، والتي يمكن استثمارها في التربية اللغوية. فعلى سبيل المثال، يشير إلى انتقال النبي صلى الله عليه وسلم إلى البادية في بني سعد، بيئة لغوية فصيحة ساهمت في نمو لغته، مُهيّئةً إياه لحمل الرسالة. كما يسلط الضوء على المنهج النبوي في تربية الصحابة لغوياً، وهو مبحث نادر الدراسة. ويُقدم المقال علامات على هذا المنهج، كعناية النبي صلى الله عليه وسلم بتصحيح أخطاء لغوية لدى الصحابة، وتدريبهم على النطق الصحيح بالقرآن الكريم عبر الإقراء والإقتراء، وتشجيع حلقات القراءة، وبيان معاني الكلمات الغامضة، واستعمال الموضحات البصرية في التواصل، وتأسيس ما يشبه "ديوان الإنشاء" لتدريبهم على الكتابة، مراعين اختلاف البيئات والمخاطبين. يُختتم المقال بالتأكيد على أهمية هذا المنهج النبوي الشامل في التربية اللغوية، وأثره الإيجابي على المجتمع، داعياً إلى مزيد من البحث والدراسة في هذا المجال.