بالتأمل نرى أن هذه الأعمال وأمثالها غير إرادية؛ الاتفاق على قتل فلان من الناس ألا ينذره بالشر الذي بُيِّت له، يعتذر عن أعماله بأنه لم يفكر فيها، ولكن هل يقبل علم الأخلاق هذا العذر، فيعفي صاحبه من المسئولية الأخلاقية ويخرج هذه الأعمال وأمثالها من موضوعه؟ نستطيع أن نؤكد أن الجواب بالسلب لا فهذه الأعمال يبحث فيها علم الأخلاق، ولكن كان في الإمكان الحيطة لها وتبين نتائجها ويوافق هذا ما اختاره المحققون من المفسرين في معنى قوله تعالى: فإن التماس عدم المؤاخذة على النسيان أو الخطأ وقصارى القول أن الأعمال التي يبحث فيها علم الأخلاق هي الأعمال الإرادية، والأعمال التي وإن كانت وقت صدورها لا دخل للمرء فيها ولا صلة له بها، الممكن الاحتياط لها حين كان المرء في فسحة من الوقت له انتباهه واختياره. فليست من موضوع علم الأخلاق في قليل