الأدب العلاجيّ - بيبلوتارفيا نادرة يونس والأدب هنا هو الأدب الجميل، بينما العلاج هو علاج النفس وتنقيتها من الشوائب والمعكّ ارت التي ت اركمها الأيّام والليالي في نفوسنا، ويمكن القول إنّ الدوافع وارء هذا الكمّ الأدبيّ الهائل، حاجات نفسيّة عاطفيّة توازي في أهميّتها الحاجة للحياة نفسها. ثمّ إلى الرومان واليونان، في دلالة واضحة على أنّ الكتاب يمكن أن يستخدم في علاج الروح والنفس حين يصيبها شيء من الكدر. ومساعدة الق ارء على حلّ مشاكلهم. كموادّ علاجيّة مساعدة في الطبّ البدنيّ أو الطبّ النفسيّ، أو مشاكل في الشخصيّة، الموسيقى، ويرى كوهين) 1990( أنّه لقاء ديناميّ بين القارئ وبين النصّ الأدبيّ، بحيث يسمح هذا اللقاء في تحرير المتلقي من التوتر الداخليّ ، ويسمح له برؤية أكثر وضوحًا لكلّ الأمور الصعبة والمشكلات الحياتيّة، ويعمّق فهمه وقدرته على التعامل معها. كالق ارءة والكتابة والاستماع والكلام. يتفاعل معها ويمرّ بخطوات أو م ارحل مع ذاته ليصل لاكتشاف ذاته وفهم مشاعره وأحاسيسه) نفس المصدر(. أو هو طريقة علاج تعتمد على ق ارءة وكتابة نصوص أدبيّة، العلاج بواسطة الأدب هو استعمال موادّ أدبيّة للعناية بصحّة الناس النفسيّة، 1970(. عناصر العلاج بواسطة الأدب: - وسائل وتقنيات مهنيّة إبداعيّة. كانت كاتلين جونز في سنة 1904 أوّل أمينة مكتبة تقوم بب ارمج ناجحة للعلاج بالق ارءة في مكتبات مستشفى ماكلين في ويفرلي، فقد قام أمناء المكتبات وأشخاص عاديّون تحت إش ارف الصليب الأحمر واتّحاد المكتبات الأمريكيّة ببناء المكتبات وتفعيلها، وقد قامت إدارة التجنيد بالدّوْر الأكبر في العلاج بالق ارءة. وتضمّن مجلد آخر من الدليل قائمة بالقصص مرتبة حسب المواقف الأخلاقيّة و حلولًا تدعم تلك المواقف، كدور مهمّ لأمناء المكتبات، حيث يستخدم الأدب الموجّه لأهداف تعليميّة وارشاديّة، للعلاج، وتنمية قد ارت الأطفال، من قبل أمناء المكتبات بمفردهم، بالإضافة للاستخدام الذاتيّ من قبل الأف ارد لبعض الكتب والمصادر الإرشاديّة والمبرمجة لعلاج بعض المشكلات، والتطوير الذاتيّ في مختلف المجالات. والتعليم، لا يبنى العلاج بواسطة الأدب على تشخيص إكلينيكيّ )سريريّ(، أو سجناء، يقبعون في مؤسّسات رسميّة. في هذه الأحوال يقوم بالعلاج معالجون مهنيّون متخصّصون من مجال العمل الاجتماعيّ أو علم النفس. - علاج إكلينيكيّ ضمن عيادات خاصّة- حيث يعاني بعض الأف ارد من مشاكل عاطفيّة أو سلوكيّة. - العلاج التنمويّ العامّ - يوجّه لمساعدة أيّ شخص طبيعيّ أو مجموعة تمرّ بأزمة خاصّة أو عامّة، - العلاج التربويّ - الذي يتمّ ضمن المدارس والمؤسسات التربويّة المنهجيّة واللا منهجيّة، وما سبب قوّة القصّة بالذات؟ تأخذ الشخصيّات في النصّ الأدبيّ عادة مكانة عامّة ترتفع لمستوى المتلقين المحليّين أحيانًا، فالأدب الجّيد يطرح قضايا إنسانيّة عامّة، بصورة مكتوبة او منطوقة أو مرئيّة، وتتفق مع ميولهم واستعداداتهم. تعتمد بعض الكتب العلاجيّة للأطفال على الرسوم، البناء والنسيج: أسلوب الكاتب )سرديّ، وصفيّ، دور الأدب العلاجيّ يحفّز النصّ الأدبيّ بكلّ عناصره ومضامينه العمليّة العلاجيّة، يناقشها مع نفسه ويعّبر عنها بحرّية تامّة. حينها ترتفع الأشياء إلى مستوى الإدراك الواعي ويصبح بالإمكان التعامل معها بعقلاني ة وموضوعي ة، كشفت د ارسة علميّة حديثة أنّ للق ارءة المنتظمة الهادفة مردودات ذات أبعاد إيجابيّة على سلوكيّات القارئين أو المستمعين، يسمح له هذا التماثل بسبر غور أعماقه وفهم مشاعره بشكل غير مباشر، وبقدرته على التضامن العاطفيّ ، والمرحلة العمريّة وخب ارته السابقة، تعتمد فكرة العلاج بالق ارءة في الكثير من الأحيان على ما تقدّمه للمتلقي من موادّ للتخفيف عن النفس، بهدف الوصول لحلول مقصودة لمشكلاته الواقعيّة التي يعاني منها. وبشكل عام فإنّ أهمّ الأهداف التي يمكن تحقيقها لدى المتلقي من خلال العلاج بالق ارءة تكون الوصول لواحد أو أكثر من الأهداف التالية: 1. تطوير المهاارت العاطفيّة والترويح العاطفيّ يُشكّل تطوير المهارات العاطفيّة قاعدة متينة وثابتة لتوظيف قدرات ومهارات الأفراد الذاتيّة في مواجهة المواقف المختلفة، ويؤدّي لانطوائه على نفسه، وأحيانًا إلى الفشل الدراسيّ، وهذا بدوره سيؤدّي به إلى الشعور بالإحباط، تصوّ ر ذاتيّ منخفض، ويتضمّن المجال العاطفيّ:  الاحساس بالانتماء للجماعة، فالفنون الرّفيعة، بكلّ أنواعها،  إضافة إلى أنّ الفنون تعتبر نشاطا فكريًّا وابداعيًّا يسجّل وعي الإنسان بالجمال وفقا لاختلاف الأجناس والحضا ارت، واختلاف الأذواق والثقافات، 2001( يمكن للمتلقي الصغير أو من ذوي الاحتياجات الخاصّة أن يتعامل مع النص بما يشبه الجرعة الدوائيّة، ومن المشكلات التي يعاني منها الأطفال والتي يمكن علاجها عن طريق الق ارءة: • الضعف الد ارسيّ الناتج عن مشكلات النطق واللغة، صعوبات التعلّم، الخوف، الخجل، الشعور بالإحباط، وتطوير قدرة المتلقي على معرفة العلاقات السببيّة بين الأحداث والنتائج.