وراودت فكرة وحدة الإمبراطورية أذهان الأباطرة في القسطنطينية و السعي إلى تجسيدهافعليا وبحماس كبير، وسعى الإمبراطور جوستينيانوس الذي كان يعتبر نفسه الوريث الشرعيالأباطرة روما، كممثل للسلطة السياسية والحامي الأول للديانة المسيحية، فرمى بجهوده ووظف أموال خزينة الدولة في توقيع الهدئة مع الفرس ثم العمل على استرجاع ما كان في يد الوندال بشمال إفريقيا وطرد الغزاة من شمال إيطاليا وإسبانيا.وكانت أكبر غزواته تلك التي خص بها شمال إفريقيا، لأنها حملت في طياتها طابعا عسكريا يهدف إلى تكريس هدف ديني بقهر الديانة الأريوسية التي نعت أتباعها بأعداء الجسد و الروح وإعادة الاعتبار للكنيسة المسيحية الأرثودوكسية، فكان من الضروري القضاء على الهراطقة وإنقاذ المسيحيين الأفارقة المضطهدين في عقيدتهم .كما يمكن أيضا اعتبار تسامح الملك هيلدريك اتجاه الكاثوليك نتيجة صداقته مع جوستنيانوس سببا في استياء الوندال الذين أصبحت هزائمهم المتكررة أمام الأهالي ففي عهد تراسا موندوس قامت ثورة طرابلس بقيادة زعيم قبائل الرحل قابوو ، كما كانت ثورة أهالي المزاق وراء استياء قادة الجيش الوندالي الذي ثاروا ضد هيلدريك و طالبوا بإبعاده مما تسبب في انقسام صفوف الوندال و تدخل الديبلوماسية البيزنطية لحل النزاع.