بالنسبة لـ«ريبو» لا يمكن دراسة الحياة الباطنية للإنسان بشكل موضوعي، وكل ما يمكن فعله هو دراسة تصرفاته التي تكشف عن ميوله. وفي محاولته إعطاء الميل مزيدا من الأهمية والوضوح يعمل ريبو» على ردّه إلى آلية فيزيولوجية ترتسم على ملامح الوجه وأطراف الجسد. كما أن هذا الحيوان عندما يستعد للهجوم على فريسته فإنه يرسم حركة الهجوم في جسده قبل التنفيذ، ولا يخلق الميل لديه كما يظن عامة الناس. إلى أن كل ما لا يمكن مراقبته من الخارج لا يمكن اعتباره موضوعا نفسيا قابلا للمعرفة العلمية والموضوعية. وبالتالي فإن السلوكيين لا يهتمون بالميل بوصفه قوة دينامية كامنة أو حالة شعورية عاطفية داخلية بل بوصفه سلوكا يظهر على شكل استجابة أو ردة فعل على مؤثر خارجي صوت الجرس هو المؤثر ودخول التلاميذ إلى الصف هو الاستجابة. إلى التأكيد على أن كل فعل أو سلوك يقوم به الإنسان هو نتيجة وجود ميل لديه. ويمكن للميول أن تحدد مسارات سلوكية مختلفة: فيمكن لأحد الميول أن يدفع بصاحبه إلى اعتماد سلوكين مختلفين: فالميل إلى المطالعة مثلا يمكن أن يأخذ بصاحبه إلى صالون البيت أو إلىالمكتبة العامة. كما يمكن لنوعين مختلفين من المول أن يظهرا في نفس المسار مثلا في مهنة الخياطة، حيث يمكن أن تعبر هذه المهنة عن القبل إلى جمع المال أو الميل إلى إصلاح ثياب العائلة. وباختصار فإن أي سلوك نقوم به يعبر عن مبل واحد أو أكثر. كل هؤلاء المفكرين وعلماء النفس والفلاسفة أرادوا أن يجعلوا من علم النفس علما وضعيا شبيها بعلوم الطبيعة. وحاولوا الوصول في علم النفس إلى نفس النتائج التي وصلت إليها علوم الطبيعة.