قصتكِ تمثل تجربة غنية تعكس التفاعل بين الذات الفردية (الـ”I”) والذات الاجتماعية (الـ”Me”) في سياق التحديات التي تواجهها النساء في المجتمع البدوي، خاصة عندما يتعلق الأمر بالحصول على التعليم والاستقلالية الشخصية. رغم مقاومة الأسرة والمجتمع، يمكن أن يُفهم من خلال نظرية الفيلسوف الأمريكي جورج هربرت ميد حول الذات. ميد يعتقد أن الهوية الإنسانية تتشكل من خلال التفاعل الاجتماعي المستمر، وهو يميز بين نوعين من الذات: الـ”I” والـ”Me”. أما الـ”Me” فيمثل الذات المدركة التي تتشكل من خلال تفاعل الفرد مع المجتمع، والانتظارات التي تفرضها الثقافة والمجتمع على الشخص. ولإثبات نفسكِ في مجتمع يضع حواجز ثقافية واجتماعية أمام النساء. كانت هناك مقاومة من أسرتكِ والمجتمع الذي كان يُنظر إلى المرأة فيه ككيان محدود بدور معين، غالبًا ما يكون متعلّقًا بالزواج وتربية الأطفال. أي تلك التوقعات المجتمعية التي تُفرض على الفرد. التفاعل بينكِ وبين أسرتكِ كان يمثل لعبة تفاعلية بين الـ”I” والـ”Me”. على الرغم من أنكِ كنتِ تتحركين من خلال الـ”I”، الذي يدفعكِ للبحث عن مستقبلكِ، بل قررتِ أن تقاومي هذه التوقعات الاجتماعية وتستمرين في مسيرتكِ التعليمية. يمكن أن نرى أن الـ”I” الذي يعبر عن ذاتكِ المستقلة كان يتصارع مع الـ”Me” الذي يعكس الضغوط المجتمعية. تمكّنتِ من أن تكوني نفسكِ وأن تحققي طموحاتكِ. تجربتكِ أيضًا توضح كيف أن الفكر والمشاعر الداخلية تُشكل جزءاً من التفاعل الاجتماعي. التفكير في “ماذا سيفكر الآخرون بي” هو تجربة اجتماعية، فإنها في ذات الوقت تمثل خطوة هامة في بناء هويتكِ الاجتماعية، حيث بدأتِ ترى نفسكِ ليس فقط من خلال عيونكِ الخاصة، بل من خلال عيون المجتمع أيضًا. تمكنتِ من إظهار قوتكِ من خلال الاستقلالية المالية، حيث بدأتِ تكسبين مالكِ الخاص وتكملين تعليمكِ دون الاعتماد على الآخرين. هذا النجاح يعكس كيف أن الـ”I” يمكن أن يتحقق بشكل عملي، بينما يظهر الـ”Me” في التفاعل مع توقعات المجتمع والضغوط التي تضعها النظم الاجتماعية. بل أداة للتمكين الشخصي والاجتماعي. إن كفاحكِ لإثبات ذاتكِ وتحدي القيم التقليدية يجعل منكِ نموذجاً للإلهام، حيث أثبتِ أن القوة لا تكمن فقط في التمرد على العادات، بل في القدرة على التوازن بين ما تطمحين إليه وما تتوقعه منكِ بيئتكِ ومجتمعكِ.