شهدت السنوات التي تسبق الحرب العالمية الأولى محاولات جادة من قبل الطرف البريطاني في التخلص من المنافسة الفرنسية لها في الاستحواذ على منطقة الخليج، وتمكنت من ذلك من خلال توقيع الطرفين على اتفاق الوفاق عام 1904، مما أدى إلى تخلي فرنسا عن الكثير من امتيازاتها في مسقط كغلقها لقنصليتها في مسقط، فأدت ظروف الحرب العالمية الأولى وإشراف بريطانيا على تجارة الأسلحة في المنطقة إلى ازدياد سيطرة بريطانيا على منطقة الخليج بشكل عام وعلى الساحل العماني بشكل خاص، وهكذا فإن السلطان تيمور بن فيصل (1913-1932م) تولى مقاليد الحكم في عمان في فترة كانت بريطانيا قد أحكمت الوثاق على عمان، إضافة إلى ما تعانيه البلاد من أوضاع اقتصادية سيئة بفعل الثورات والاضطرابات التي نشبت في المناطق الداخلية لعمان، واستياء المواطنين من الإدارة السيئة للبلاد. وبالتالي شهدت عمان أثناء حكم السلطان تيمور بن فيصل (1913-1932) أحداثًا اجتماعية وثقافية واقتصادية وسياسية كثيرة متفاوتة. فتأتي أهمية هذا البحث من خلال دراسة هذه الأوضاع التي حدثت في فترة حكم السلطان تيمور، و توضيحه كيف استطاع السلطان تيمور في ظل هذه الأوضاع أن ينهض بعمان اقتصادياً وثقافياً وعلمياً. أما أهداف هذا البحث فتمثلت في: التعرف على حياة السلطان تيمور بن فيصل –نشأته وأهم صفاته ودراسته وتوليه للحكم-، و كذلك دراسة الأوضاع السياسية العمانية في فترة حكمه ومدى انعكاسها على أوضاع السلطنة الاقتصادية، ويهدف البحث أيضاً لدراسة أهم الأنشطة الاقتصادية التي كان يمارسها سكان عمان في هذه الفترة وتسليط الضوء على الأزمة الاقتصادية التي حدثت عام 1918م.