من العوامل التي ساهمت في قدرة اللبنانيين على مواجهة الواقع الإقتصادي والتكيف مع المستوى المعيشي الجديد تمثل بالهجرة الكثيفة للبنانيين نحو الخارج ، هذه الهجرة نتج عنها تحويلات مالية كبيرة باتجاه لبنان، حيث ارتفعت من 300 مليون دولار عام 1975 إلى حدود 2 مليار دولار تقريباً عام 1985 أي ما يقارب 75% من الناتج المحلي القائم . هذه التحويلات أتاحت لكثير من العائلات اللبنانية أن تواجه متطلبات الحياة الجديدة التي فرضتها الحرب . لقد قدّرت الأموال التي دخلت لبنان بصورة هبات أو مساعدات بين عامي 1982 و1985 بحوالي 631 مليون دولار فضلاً عن أشكال أخرى كالمواد الغذائية والطبية. لقد ساهمت مجموعات عديدة من المؤسسات والجمعيات الخارجية والمحلية في تغطية بعض الحاجات للبنانيين من خلال دعم برنامج خدمات اجتماعية للأيتام وذوي الإحتياجات الخاصة أو إعادة تأهيل خدمات عامة وتغطية حاجات طارئة . هذه المساعدات للبنانيين لا يعني أنها طالت جميعهم وبنفس المستويات من الإهتمام وأنها تتلاءم مع حاجاتهم وأولوياتهم، إلا أنها في أغلب الأحيان كانت تتوافق مع أهداف الجهات المانحة والأطراف المستفيدة منها وأدوار الوسطاء المحليين،