على ساحل هذا الأبيض المتوسطء بإزاء مدنياته القديمة والحديثة كما يقف الصياد الذي دهمته العتمةٌ ولم يعطه البحرٌ سمكة واحدةٌ . عصور تمدينه - أداةً التخاطب المثلىء وأساليبٌ العبادة الفُضْلىء وطرايْقٌ للفكر والعمل إياه بعزم لا يُغلبء إلى الأخذ بضربٍ من ضُروبٍ العظمة أو السمُوٌ أو التّوسُع يكفي به وهكذا رأينا لبنان يتبسط سفنًا ومدنّاء ويتسامى آلهة وهياكل. ومن غاباته المقدسة كان يُشيّد معابِدَهُ الذاهبة صعدًاء ويبني مراكبّة الذاهبة جامعًا الأضداد. ولا مما تحدس به مخيلة شاعرٍ أو ينضح به ذِهِنُ حكيم: ثم يُمَرَضِ على الوجود فرضًا. فالحياة نفسها (والتاريخ الذي يحكي حكايتها) ليست سوى حوار لا ينتهيء بين الإنسان والطبيعة. أو منعكس. ومعترك الأمم المتنافسة؛ وعبادات وثقافات: ثم يُقذف به جزيرة عائمة في الأوقيانوس. وإذا صحٌّ أن ثمة مستقبلاء قريبًا أو بعيدّاء ليس يعرف الأثرة القومية وما يلازمها