مقدمة الباب: يعيش مع أفراد جنسه البشري، تربطه بهم علاقات كثيرة متداخلة قرابة، ونسب وجوار وآمال مشتركة، وعواطف متباينة، إلى غير ذلك من الروابط الاجتماعية. وتلاؤم، وانسجام. ولا انتظمت أموره. فالإنسان أثناء اتصاله وتواصله مع غيره يكون متكلما أو مستمعًا، تشكل جزءًا أساسيًا في حياتنا، على حد سواء - ضرورية. وهذا الباب مقسم إلى ثلاثة فصول: الخصائص. الفصل الثالث اتجاهات حديثة في تدريس اللغة العربية : حيث يعرض اتجاهات حديثة في تدريس اللغة العربية، وهي المدخل الاتصالي التواصلي، والمدخل التكاملي، والمدخل الوظيفي. وأخيرًا يبرز أهم ما يراعى عند تدريس اللغة العربية. الأهداف: الخصائص العامة للغة ومضامينها التربوية يتوقع منك بعد دراستك لهذا الفصل أن: تمهيد - تستنبط أهم الخصائص العامة للغة. - تطبق الخصائص اللغوية تطبيقا تربويا عند تدريس اللغة العربية. تشترك جميع اللغات الإنسانية في خصائص مشتركة فيما بينهم، " بمعنى أن كل خصيصة من تلك الخصائص تنسحب على كل اللغات بلا استثناء، فعلى سبيل المثال عندما نقول: إن اللغة العربية وسيلة للتواصل والتفاعل بين أبناء المجتمع، فإن ذلك لا يعني أن هذه الخصيصة مقصورة على اللغة العربية دون غيرها، فائدة لغوية: كلمة خصائص كلمة جمع، وذكر في مفردها أقوال: القول الأول: " مفردها خصيصة، على أنه مفرد قياسي لكلمة خصائص، قياسًا على فعائل وفعيلة. " (علي سلام القول الثاني: مفردها خاصية، على أن كلمة الخصائص قد ترد بمعنى الخاصيات فيكون مفردها خاصية. وقبل ذكر خصائص اللغة العامة نعرّج قليلا على مفهوم اللغة. مفهوم اللغة: " ( عبدو الراجحي) " ثم توالت تعريفات المحدثين لها، وفي دائرة المعارف الأمريكية اللغة نظام من العلامات الصوتية الاصطلاحية. دلالات اصطلاحية معينة في المجتمع المعين، واللغة بهذا الاعتبار لها جانب اجتماعي وآخر نفسي. " (محمد فضل الله: (2003) خصائص اللغة العامة : اللغة - أيا كانت - لها خصائص مميزة، نذكر منها: ويراد بالنظام اللغوي للغة ما، وعباراتها، وعلى الرغم من أن لكل لغة نظامها الخاص بها إلا أنه يوجد تشابه بين نظم اللغات والنظام النحوي، والنظام الصرفي، والنظام الإملائي فائدة النظام اللغوي للغة العربية مكون من النظام الصوتي، والنظام الدلالي، والنظام الأسلوبي، الاستفادة التربوية من هذه الخصيصة عند تدريس اللغة العربية 2) اللغة صوتية أكثر ما يميز اللغة طبيعتها الصوتية " فاللغة تعمد إلى ربط مضامين الفكر الإنساني بأصوات منطوقة تحدثها عملية الكلام، بها بمراحل ثلاث مرحلة إحداث المتكلم الصوت، ومرحلة انتقال الصوت في الهواء بما يسمى: (الموجات الصوتية)، " (عمر الأسعد، وفاطمة السعدي (1989) والصوت يسبق الشكل المكتوب للغة في الوجود الإنساني، ولقد اتخذ الإنسان هذه الأصوات منذ آلاف السنين بمثابة وسط تنتقل خلاله أفكاره وأحاسيسه، لاسيما في مراحلها الأولى. إضاءة: " لكل حرف اسم ورسم، وصفة. وأما الرسم فهو ما يبين هيئة الحرف كتابة. أما المخرج المكان الذي يخرج منه الحرف سواء أكان على سبيل التحقيق أم فيقطع عنده الصوت فيميز به الحرف عن غيره. أما الصفة كيفية تقوم بالحرف عند النطق به، فيتميز بها عن غيره من الحروف، " (محمد الغول: (2002) تنمية قدرة متعلم اللغة على التعبير عن مطالبه الذاتية، وتحقيق الاتصال بمن نحو: النبر، ونحوه . ماذا يقصد بالنبر والتنغيم؟ " (إبراهيم أنيس (1971) فالنبر يقصد به الضغط على مقطع صوتي من الكلمة، لتجعله أكثر بروزا ووضوحًا السمع من غيره من مقاطع سائر الكلمة. في " وهناك نوع آخر من النبر يسمى نبر الجمل، وهو: " أن يعمد المتكلم إلى كلمة في جملته فيزيد من نبرها ويميزها على غيرها من كلمات الجملة، ففي جملة: هل سافر أبوك يوم الجمعة؟ إن كان المتحدث يشك في حدث السفر من أب السامع، فإنه سيضغط على كلمة سافر، أي: ينبرها. وإن كان لا يشك في حدث السفر، فربما كان المسافر فإنه سيضغط (أي: ينبر) على كلمة (أبوك)، وأخيرًا إن كان يشك في يوم السفر، فإنه سيضغط (ينبر) كلمة يوم الجمعة. التنغيم: " برهنت التجارب الحديثة على أن الإنسان حين ينطق بلغته لا يتبع درجة صوتية واحدة في النطق بجميع الأصوات، ومن اللغات ما يجعل لاختلاف درجة الصوت أهمية كبرى، إذ تختلف فيها معاني الكلمات تبعًا لاختلاف درجة الصوت حين النطق بها، ومن أشهر هذه اللغات اللغة الصينية، إذ قد تؤدي فيها الكلمة الواحدة عدة معان، ويتوقف كل معنى من هذه المعاني على درجة الصوت حين النطق بالكلمة، ويمكن أن نسمي نظام توالي درجات الصوت بالنغمة الموسيقية، تؤدي ستة معان لا علاقة بينها هي نوم ويحرق، وشجاع، ويقسم، وسحوق. وليس هناك من فرق سوى النغمة الموسيقية في كل حالة. " (إبراهيم أنيس (1971) درجة الصوت في الكلام، وهذا التغير في الارتفاع أو الهبوط راجع إلى التغير في ذبذبة الوترين الصوتيين، وهذه الذبذبة تحدث تناغما وموسيقية في الكلام، ومثال ذلك: قولك نعم؟ في معرض الاستفهام يختلف عن نعم، ونعم في معرض الاستهزاء. تعجب، " (عبد القادر أبو شريفة، 3) اللغة إنسانية: اللغة إنسانية بمعنى أن الأصوات المركبة ذات المقاطع التي تتألف منها الكلمات قد أُخْتُصَ بها الإنسان دون بقية فصائل الحيوان، بل ويمتاز عنها - كذلك - بطائفة من المراكز المخية التي تشرف على مختلف مظاهر هذه اللغة. " فتخصيص اللغة بأنها إنسانية أي لا يتعامل بها إلا الإنسان، فالإنسان هو الذي ويسكب في ألفاظها من (فكره) ومشاعره ومعتقداته وثقافته، وتصطبغ بوجدانه، وتتطور بتطور مراحل نموه وقدرته على ممارستها. " (علي سلام) 2 ربط مهارات اللغة العربية المتنوعة بحاجات التلاميذ التعبيرية؛ فلا فائدة من مهارات لغوية ما لم تمد التلميذ بروافد متجددة في التعبير عن نفسه ومكوناته. 3- أن تكون اللغة محققة لتطلعات الإنسان مستخدمها، محمد فضل الله: (2003) 4) اللغة ظاهرة اجتماعية: المقوم الأساسي للغة المجتمع الإنساني، والإنسان مفطور بطبعه على الكلام ومستعد له، ولكن هذا الكلام والاستعداد له لا يظهر لهما أي أثر إلا في المجتمع الإنساني. " فاللغة تتضح بالمحيط الاجتماعي والثقافي الذي تمارس فيه إذا علمنا أن أكبر غايات الأداء اللغوي على الإطلاق غايتان هما: التعامل والإفصاح. فالتعامل: هو استخدام اللغة بقصد التأثير في البيئة الطبيعية أو الاجتماعية المحيطة بالفرد، وغيرها ، وأما الإفصاح فهو استعمال اللغة بقصد التعبير عن موقف نفسي ذاتي دون إرادة التأثير في البيئة، ولا يتحتم في هذه الحالة أن يكون الاسماع مقصودا، ومن ذلك الغناء مع عدم قصد الاسماع والتعجب والمدح والذم . إلخ. علي سلام) الاستفادة التربوية من هذه الخصيصة عند تدريس اللغة العربية 1- الاستفادة من الوظائف الاجتماعية للغة ودورها في تحقيق التفاعل والتواصل بين الأفراد والجماعات، ومن ثم يجب التركيز على إكساب التلاميذ المهارات اللغوية الضرورية للاندماج في هذا التفاعل الاجتماعي. وكما هو معلوم أن لكل موقف اجتماعي تعبيراته الخاص به وأساليبه المميزة له، ومن ثم يجب ألا يتناول نص أدبي بعيدًا عن ظروف عصره، وألا تفسر ظاهرة لغوية في معزل (علي سلام) 5) اللغة مكتسبة: " يولد الطفل البشري غير ناطق بلغة من اللغات الإنسانية، وهي ما أطلق عليه اسم جهاز اكتساب اللغة . والحقيقة أن ما ذهب إليه تشومسكي وتابعوه ليس هو الافتراض الوحيد الذي يفسر عملية اكتساب اللغة لدى الطفل، بل إن هناك وجهة النظر السلوكية التي تنظر إلى اللغة على أنها شكل من أشكال السلوك الإنساني . فيرون أن الاستجابات اللفظية تتولد عبر المثير أو الحافز الفيزيائي، وتتعزز خلال محاولات الطفل التلفظ بها، وأن عملية اكتساب اللغة تتقدم بقدر توافر الاستجابات الصحيحة وتعزيزها. " (على سلام) كالنظرة المعرفية والتي تتمحور حول أن الذكاء لدى الطفل وما يمتلكه من قدرات عقلية يعد العامل الأهم في عملية اكتساب على كل حال لسنا بصدد إصدار أحكام على هذه الآراء، فالطفل منذ ولادته يسمع ثم يحاكي ويتكلم، وإذا كان طفلاً أصمًا يصبح أبكمًا، فالمشكلة الأساسية في السمع الذي يكتسب الطفل عن طريقه السلوك اللغوي. ودليل ذلك أننا لو نقلنا طفلا من بيئة إلى أخرى، فسرعان ما يكتسب لغة البيئة الجديدة والكلام بلسانها، ولو كانت مغايرة للغة بيئته الأصلية ومختلفة عنها . وفاطمة السعدي (1989) ومن نافلة القول ذكر آراء علماء اللغة حول نشأة اللغة: تنوعت آراء اللغويين في نشأة اللغة،