أما بعد : فقد جعل الله كتابه نورا وهدى ، يخرج به الناس من الظلمات إلى النور ، قال تعالى : “كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد” وقص الله سبحانه في كتابه قصصا وصفها بأنها أحسن القصص ، وحث ربنا سبحانه على تدبر كتابه : ” كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب “. وما حواه القصص القرآني من حكم ، وبيان حسن التوحيد وعاقبته ، ما أصاب الأنبياء في سبيل الله سبحانه ، وكيف كان في ذلك من تسلية للنبي _صلى الله عليه وسلم_ وتثبيت لقلبه : ” وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين ” وما فيه من تسلية للمؤمنين وتثبيت لقلوبهم ، وليعلموا أن ما أصابهم قد أصاب من قبلهم ، وليعلموا أن العاقبة لا شك للمتقين ، وأن قوة الإيمان مهما قل عددها وعدتها تغلب أي قوة كفرية بإذن الله سبحانه ، وفي القصص القرآني تحد عظيم لأهل الكتاب ،