نافذةٌ مشرعةٌ على الحياة يتناول الكاتب الإماراتي ناصر الظاهري في مقاله "السعادة لا تضل طريقها" فكرة أن السعادة ليست غاية بعيدة المنال أو حلمًا يصعب تحقيقه، بل هي رفيق خفي يتواجد في تفاصيل حياتنا اليومية. يشير الظاهري إلى أن السعادة كثيرًا ما تكون أقرب إلينا مما نتصور، السعادة، كما يصفها، تشبه نهرًا جاريًا يسقي كل من حوله دون أن ينتظر المقابل، أو مطرًا مفاجئًا يحيي الأرض وينعش الروح. قد نجدها في ضحكة طفل عفوية، في رسالة غير متوقعة تصلنا لتضيء يومنا، أو في جلوسٍ إلى جانب عجوز تروي لنا سنوات عمرها بحكمة وصبر. السعادة ليست دائمًا في الإنجازات الكبيرة أو الأحلام المحققة، بل كثيرًا ما تكمن في التفاصيل البسيطة التي تضفي على الحياة معناها الحقيقي. يدعو الظاهري إلى العطاء كسبيل للسعادة، وكما قال الإمام علي بن أبي طالب: "القناعة كنز لا يفنى"، فإن الرضا والقناعة هما جوهر الفرح. متقاطعًا مع أفكار جبران خليل جبران،"إن السعادة تكمن في فرحنا بما نفعل، وحبنا لما نتمنى. يرى الكاتب أن السعادة قد تطرق أبوابنا، لكننا نغلقها أحيانًا بشكوانا أو أنانيتنا. يدعونا إلى أن نكون مثل الأم التي تبتسم رغم تعبها، أو الأخت التي تشاركنا لحظات فرحها. حيث نشعر بنبض الحياة الذي يجلو القلب وينعشه.