لم تكن البداية مأساوية بل رغد عيش وهناء. ألفة ومحبة بين أفراد تلك الأسرة المكونة من أب وزوجته وأبنائهم الثلاثة. اهتم والدهم بتربيتهم وزرع فيهم الخصال الحميدة من تواضع وخلق وتقى. مرت الأيام وانتقل والدهم إلى جوار ربه ليترك رعايتهم لوالدتهم. مدللاً بحكم صغره. ويتصرف كيفما شاء. وكانا يتقبلان ذلك كونه يعيش فترة المراهقة التي يمر بها كل شخص، استمر اخوته بنصحه وإرشاده مع تلبية متطلباته مراعاة لوالدتهم وتقديراً لها وحفاظاً على شقيقهم ليواصل دراسته ويعتمد على نفسه بعد التخرج ويشق طريقه في الحياة ويكون شريكاً لهم في تجارتهم ويستفيد من تجاربهم، بعد يأسه من البحث عن وظيفة وهو يعاني من الفراغ بدأ يفتش عن أصدقائه العاطلين الذين تعلم منهم التدخين، ولكن كان محتاجاً ل «شلة» يقضي معها وقته، ولكن بهذا دخل مرحلة انحراف جديدة وهي تعاطي المخدرات والسفر خارج الوطن خفية عن اخوته. وكان يتحجج أمامها بضغوطه النفسية وحالته المادية. لم تبخل الأم أعطته كل شيء يطلبه كعادة كل أم. واستمر على هذا الحال حتى أصبح واضحاً بأن ابنها يتعاطى الكبتاجون والحشيش. حيث عثرت على آثاره في غرفته أكثر من مرة. ما أخطرها إلى ابلاغ اخوته الذين كانوا يتوقعون ذلك بسبب بعده عنهم وعدم جلوسه معهم وسهره المستمر وخروجه المتكرر من المنزل. استمر «فهد» في ممارسة سلوكياته الخاطئة. من سهر وتعاطٍ لهذه السموم محطماً قلب والدته وهي تتألم وتعاني إضافة إلى اعتلال صحتها بحكم السن. كان يسكن قلبها دون اخوته، خاصة بعد أن ذاع صيته في الحي وزاد الخوف بعد أن أصبح شخصاً غير مرغوب فيه. والتي كانت تقضي الساعات الطوال في كل ليلة في انتظار ابنها الصغير. ولم تكن تنعم بالنوم حتى تراه على فراشه عائداً من سهره. سألتهم والدتهم بحثاً عن الستر. أليس هناك حل غير إدخاله للمستشفى. دخوله المستشفى ولما اخفقت كل المحاولات لم يجد اخوته بداً من الاتصال بالمستشفى، ومكث قرابة الاسبوعين تحت العلاج، خلال هذه الفترة كان يستنجد باخوته لاخراجه من المستشفى، وكان يهددهم بالانتقام ويسأل من كان السبب في تواجده في هذا المكان. الخروج من المستشفى والعودة إليها خرج «فهد» بعد تحسن حالته واتفق اخوته على متابعته مما ولد لديه الشعور بالانتقام وبقي بعد خروجه من المستشفى حوالي شهر لا يغادر المنزل إلا لأداء الصلاة. عرف اخوته بانتكاسته وعودته إلى عالم المخدرات فتم التنسيق مع المستشفى للمرة الثانية، ليعود ويقضي قرابة الشهر تحت العلاج والمتابعة، ولما استقرت حالته خرج من المستشفى واستمر في تعافيه هذه المرة لمدة سنة، ولكن شيطان المخدرات ورفقاء السوء لم يتركوه. ليلة الوداع في ذلك المساء المشؤوم بدا «فهد» على غير عادته منطوياً على نفسه في غرفته تتناهشه الهلاوس والشكوك بعد أن عاد لتعاطي مادة الحشيش المخدر يفكر في اخوته ومضايقتهم له بحسب ما تملي عليه تأثيرات الحشيش المخدر جعله وفي نوبة هيجان بعد جرعة زائدة. تسلل إلى غرفة والده وأخذ سلاحاً رشاشاً كان لوالده المتوفى. حمل السلاح واتجه لمكان تواجد اخوته المعتاد في «الملحق» الخارجي لمنزلهم. ولم يجد أمامه في تلك اللحظة إلا شقيقه الأكبر.