تفاوت كبير بين الشمال والجنوب المتوسطيين في الإنتاج الاقتصادي والمبادلات التجارية من حيث الإنتاج الاقتصادي تتجلى مظاهر التفاوت في المنطقة المتوسطية في كافة القطاعات؛ ففي الفلاحة يحتل الشمال المتوسطي مركز الصدارة في كافة المنتجات الزراعية والحيوانية، فيما ظلت الفلاحة بالجنوب المتوسطي أقل تجهيزا، فبلدان الجنوب المتوسطي تصدر نحو جاراتها الشمالية المنتجات الفلاحية والمعدنية والطاقية ومواد استهلاكية كالنسيج؛ وكلها مواد ذات قيمة تجارية منخفضة. بينما تصدر بلدان الشمال المتوسطي نحو الجنوب المنتجات المصنعة من معدات وآلات ميكانيكية وتكنولوجية ذات القيمة العالية. لذلك فوضعية الميزان التجاري يكون في صالح بلدان الشمال وسالب بالنسبة لأغلب بلدان الجنوب. في الوقت الذي لا تتعدى فيه نسبة مبادلات الشمال نحو الجنوب %5. مظاهر التباين بين بلدان المجال المتوسطي على مستوى الدخل والمؤشرات الاجتماعية الأخرى ينعكس تباين الأوضاع الاقتصادية داخل المجال المتوسطي على تفاوت الوضع الاقتصادي والاجتماعي لسكانه. وعموما تسجل بلدان الشمال المتوسطي ارتفاعا كبيرا في الناتج الداخلي الخام خصوصا في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، بينما ينخفض هذا المؤشر فيبلدان البلقان والجنوب والشرق المتوسطيين. وبالنسبة للدخل الفردي فهو مرتفع جدا في بلدان الشمال حيث يتعدى على العموم عتبة 10000 دولار للفرد الواحد، بينما هو منخفض في دول الجنوب والتي قل ما يتعدى فيها مستوى 5000 دولار للفرد سنويا. وينعكس تفاوت مستوى الدخل على تباين مستوى التنمية البشرية بين الجانبين؛ وكل ذلك يؤدي إلى ارتفاع مستوى التنمية البشرية إلى أكثر من 0. يسجل مؤشر التنمية البشرية في بلدان الجنوب انخفاضا إلى ما دون مستوى 0. لقد ساهم هذا التفاوت السوسيواقتصادي الكبير بين بلدان الشمال والجنوب المتوسطيين في تنامي بعض المشاكل، والعنف السياسي وانعدام الأمن والإرهاب… مما حذا بالبلدان المتوسطية إلى التنسيق فيما بينها لمواجهة هذه المشاكل،