الإنسان مخلوق متميز ، وشيء من البهائم والوحوش . ومنحه العقل الذي يميز به بينهما فإن أحسن استعمال عقله في التمييز إن كل مؤمن يريد أن يتوب ويرجع إلى الله ، ولكنه يؤجّل ويسوّف يظن أن في الأجل فسحة ، وليس معنى هذا أن الإسلام يطلب من المسلم أن يزهد في الدنيا مرة واحدة ، وينفض أصابعه منها ، ولا أن يأوي إلى مغارة يمضي حياته فيها ، بل أن الإسلام يطلب من المسلمين أن يكونوا في الحضارة الخيرة سادة المتحضرين ، وفي المال أغنى الأغنياء ، وفي العلم - العلم كله - أعلم العلماء ، وأن يعرف كل مسلم حق جسده عليه بالغذاء والرياضة ، وحق نفسه بالتسلية والإجمام والمتعة بغير الحرام ، وحق أهله بالرعاية وحسن الصحبة ، وحق ولده بالتربية والتوجيه والعطف ، وحق المجتمع بالعمل على كل ما يصلحه ، كما يعرف حق الله بالتوحيد والطاعة فما الإِسلام ؟ وكيف يكون الدخول فيه ؟ وهذا الإله لا يشبه شيئاً مما في العوالم ، قديم لا أول له ، باق لا آخر له ، عالم لا يخفى شيء عن علمه ، عادل ولكن لا تقاس عدالته المطلقة بمقاييس العدالة البشرية